[حديث: الحدائق السبع وبكاء النبي ÷ من ضغائن القوم التي يبدونها من بعده]
  هذا الأمر أبداً، فاتقوا الله ولا تخالفوهم ولا تنازعوهم.
  فقال أبو بكر: هذا عمر وأبو عبيدة فأيهما شئتم فبايعوا. فقالا: لا والله لا نتولى هذا الأمر عليك، وأنت أفضل المهاجرين، وثاني اثنين إذ هما في الغار، وخليفة رسول الله ÷ على الصلاة، والصلاة أفضل دين المسلمين، فمن ذا ينبغي له أن يتقدمك، أو يتولى هذا الأمر عليك، ابسط يدك نبايعك.
  فلما ذهبا ليبايعاه، سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه، فناداه المنذر بن الحباب: يا بشير بن سعد عقتك عقاق، ما حملك على ما صنعت، أَنَفِسْتَ على ابن عمك الإمارة؟ قال: لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوماً حقاً جعله الله لهم.
  فلما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد، وما تدعوا إليه قريش، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة، قال بعضهم لبعض وفيهم أسَيْد بن حُضَير وكان أحد النقباء: والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لا زالت لهم بذلك عليكم الفضيلة، ولا جعلوا لكم معهم فيها نصيباً أبداً، فبايعوا أبا بكر؛ فقاموا إليه فبايعوه.
  فانكسر على سعد بن عبادة والخزرج ما كانوا أجمعوا عليه من أمرهم.
  قال هشام: قال أبو مخنف: فحدثني أبو بكر بن محمد الخزاعي: أن أسلم أقبلت بجماعتها حتى تضايقت بهم السكك؛ فبايعوا أبا بكر، فكان عمر يقول: ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت بالنصرة.
  قال هشام: عن أبي مخنف قال: قال عبدالله بن عبدالرحمن: وأقبل الناس من كل جانب يبايعون أبا بكر، وكادوا يطأون سعد بن عبادة فقال ناس من أصحاب سعد: اتقوا سعداً لا تطأوه فقال عمر: اقتلوه قتله الله.
  ثم قام على رأسه فقال: لقد هممتُ أن أطأك حتى يندر عضوك؛ فأخذ قيس بن