[كلام محيي الدين القرشي على بطلان دعوى الإجماع على ولاية أبي بكر]
  هذا الباب، غير أنا نذكر طرفاً من امتناع علي # من بيعته وكيفية ما جرى؛ فنقول:
  روى أبو العباس الحسني بالإسناد الذي ذكرناه من قبل، قال: أخبرنا عبدالله بن الحسن الإيوازي، قال: حدثنا جعفر بن محمد النيروسي، قال: حدثنا علي بن مهران، عن سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن الحارث، عن محمد بن يزيد بن ركانة، قال: بُويِع أبو بكر وقعد عنه علي بن أبي طالب فلم يبايعه، وفر إليه طلحة والزبير وصارا معه في بيت فاطمة وأبيا البيعة لأبي بكر.
  وقال كثير من المهاجرين والأنصار: إن هذا الأمر لا يصلح إلا لبني هاشم وأولاهم به بعد رسول الله ÷ علي بن أبي طالب لسابقته وعلمه وقرابته، إلا الطلقاء وأشباههم فإنهم كرهوه لما في صدورهم.
  فجاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة إلى باب فاطمة فقالوا: والله لتخرجن إلى البيعة وقال عمر: والله لأحرقن عليكم البيت؛ فصاحت فاطمة: يا رسول الله ما لقينا بعدك(١).
(١) قال ¥ في التعليق: وروى أبو بكر الجوهري بإسناده إلى سلمة بن عبد الرحمن قال: لما جلس أبو بكر على المنبر كان علي والزبير وناس من بني هاشم في بيت فاطمة، فجاء عمر إليهم فقال: والذي نفسي بيده لتخرجن إلى البيعة أو لأحرقن عليكم البيت، فخرج الزبير مصلتاً سيفه إلخ.
قال وقد روي في رواية أخرى: أن سعد بن أبي وقاص كان معهم في بيت فاطمة والمقداد بن الأسود، وأنهم اجتمعوا على أن يبايعوا علياً، فأتاهم عمر ليحرق عليهم البيت، فخرج الزبير بالسيف، وخرجت فاطمة تبكي وتصيح، فنهنهت من الناس إلخ.
قال ابن أبي الحديد: فأما امتناع علي من البيعة حتى أخرج على الوجه الذي أخرج عليه، فقد ذكره المحدثون، ورواه أهل السير، وقد ذكرنا ما رواه الجوهري في هذا الباب، وهو من رجال الحديث، ومن الثقات المأمونين، وقد ذكر غيره من هذا النحو ما لا يحصى كثرة، انتهى.
قال أبو بكر في مرض موته: «وددت أني لم أكن كشفت عن بيت فاطمة وتركته ولو أغلق على حرب» رواه المبرد في الكامل عن عبد الرحمن بن عوف. ورواه الجوهري، والطبري وقال في الجامع: أخرجه أبو =