[اعتراض الفقيه على أحاديث خالد بن سعيد وأسلم وابن لهيعة - والرد عليه]
  يعتاد من ذكر من يعتد بخلافه من الكبار دون الأتباع، وإما أن كل واحد منهما روى ما وقع عنده في وقته، فتصحح الروايتين معاً وتكون إحداهما مع بقاء خلاف الجماعة المذكورين، وتكون رواية عدي حيث لم يبق غير مبايع سوى علي # والزبير.
  ثم قال [أي الفقيه]: وأما الحديث الذي زعمه عن أبي العباس الحسني وذكر فيه إسحاق بن راهويه فقد شهد في رسالته أن إسحاق بن راهويه من المشبهة، فكيف يستجيز أن يروي حديثه، وكذا أسلم الذي ينتهي إليه حديثك، كان بقولك ممن حمل الحطب إلى باب علي # فإذا كان هكذا وأقدم على هذه المعصية الكبيرة خرج عن العدالة وسقطت روايته والثقة بقوله.
  وكذا الحديث الثاني الذي زعمت أنه عن أبي لهيعة ولا يعرف أبو لهيعة في المحدثين، وإنما هو ابن لهيعة، وهو ضعيف عند المحدثين(١)، لا يعتمد(٢) على
(١) قال ¥ في التعليق: قال في الإقبال في ترجمته: كان من أوعية العلم قالوا احترقت كتبه فكان يروي من حفظه فضعف حديثه لذلك، قال أحمد: ومن كان مثله بمصر وحفظه وإتقانه؟ قالوا: كان مفرطاً في التشيع. ومن روايته عن عبد اللَّه بن عمر أن النبي ÷ قال في مرضه: «ادعوا لي أخي، فدعي له أبو بكر فأعرض عنه، ثم دعي له علي # فستره بثوبه وأكب عليه، فلما خرج من عنده قيل له ما قال لك؟ قال: علمني ألف باب، كل باب يفتح ألف باب»، وقد نالوا منه بسبب ذلك.
وفي التقريب لابن حجر: عبد اللَّه بن لهيعة بفتح اللام وكسر الهاء، ابن عقبة الحضرمي أبو عبدالرحمن البصري القاضي صدوق، إلى أن قال: روى عنه مسلم، وأبو داوود، وابن ماجه، مات سنة أربع وسبعين [ومائه] وقد أناف على ثمانين انتهى. كان قاضي أبي الدوانيق لعنه اللَّه.
وقد أخرج الكنجي عنه عن ابن الزبير عن جابر قال قال رسول اللَّه ÷: «يا علي لو أن أمتي أبغضوك لكبهم اللَّه ø في النار» وقال: رواته ثقات، وابن لهيعة قاضي مصر، وإن كان قد احترقت كتبه، وتكلموا فيه لأجل أنه حَدَّثَ من حفظه، لكن احتج به مسلم، وإنما يشدد معه في الحدود، انتهى.
وقال في موضع آخر بعد أن أخرج حديث جابر: (أن النبي ÷ علم علياً #، وفاطمة دعاء يدعوان به) من طريق ابن لهيعة -: وابن لهيعة حجه في مثل هذا، روى عنه الأئمة المشهورون، منهم مسلم قرب به في الصحيح، وابن المبارك ويحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد شيخا البخاري ومسلم، وأخرج =