كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رواية الفقيه تخاصم علي والعباس عند عمر - والتعليق على هذه الرواية]

صفحة 559 - الجزء 4


= تغريره وتلبيسه، تمت كاتبها وفقه اللَّه آمين.

وقد أجمع أهل البيت $ على أن الأنبياء يورثون كغيرهم، وقد تقدمت حكاية الإجماع عنهم، وحكاه الإمام # في الأصل، وقد ثبتت حجية إجماعهم، وقد صرح المقبلي وغيره بأن أدلة حجية إجماعهم أقوى من الأدلة في إجماع الأمة، وإليه أشار الإمام شرف الدين بقوله في قصيدته:

إجماعنا حجة الإجماع وهو له ... أقوى دليل على ما الكتب تنبيه

تنبيه مفيد جداً: واعلم أنه لا يصح مثل حديث: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث إلخ» لوجوه:

الأول: أنه من روايات الحشويه ومن تعلق بأذيالهم، وقد قرروا أنها لا تقبل رواية الداعي إلى مذهبه.

الثاني: أنهم خصوم للعترة، ولا يقبل الخصم على خصمه.

الثالث: أن في سنده من هو مقدوح فيه، والقادح منهم؛ لأن مدار تصحيحهم له على ثلاثة نفر كل منهم مقدوح فيه:

الأول: الزهري، وقد ثبت جرحه بما يشهد به الكتاب والسنة فإنه من أعوان الظلمة بني أمية، وقد ثبت أنه كان منحرفاً عن علي وينال منه، وأنه لا يختلف أهل الحديث والتواريخ أنه كان مدلساً.

الثاني: مالك بن أوس بن الحدثان: فقد قال فيه عبد الرحمن بن يوسف المروزي المعروف بابن خراش: إن مالكاً هذا متهم بوضع: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث»، الخبر ويحدث أن علياً والعباس ومن حضر من الصحابة عند عمر أقروا بذلك.

والثالث: عروة بن الزبير: وقد تقدم في جرحه ما يغني من سبه لعلي #.

ومنتهى الحديث هذا وأمثاله إلى أبي هريرة، وعمرو بن العاص، والمغيرة، وهؤلاء هم وعروة بن الزبير الذين أسعدوا معاوية في وضع أحاديث تحط من قدر علي وأهل بيته كما رواه ابن أبي الحديد.

وقد مر ذكر رواية أبي جفعر الإسكافي من أن معاوية جعل لهؤلاء الأربعة جُعلاً ليرووا ما به الطعن على علي ففعلوا، ورواه المدايني.

ومن رجال هذا الحديث [في الأصل: الحديث هذا] شعيب بن أبي حمزة من موالي بني أمية، وأكابر أهل حمص، وكان يُسَبُّ أمير المؤمنين على المنابر، وشعيب هذا يسمع ويرى.

ومن رجاله أيضاً: إسماعيل بن أبان الوراق الكوفي أحد شيوخ البخاري روى الحاكم عن الدارقطني أنه قال: ليس عندي بالقوي، وقال الجوزجاني: كان مائلاً عن الحق. ومنهم زيد بن يونس الأبلي مولى معاوية وصاحب الزهري: قال ابن سعد: ليس بحجة، وقال وكيع سيئ الحفظ، واستنكر أحمد له أحاديث، وقال الأثرم: ضعف زيد بن يونس.

ومن رجاله يحيى بن عبد اللَّه بن بكير: رواه عنه البخاري قال أبو حاتم يكتب حديثه، ولا يحتج به، وقال النسائي: ضعيف، ومرة: ليس بثقة.

ومن رجاله عبداللَّه بن محمد بن حميد أبو بكر بن محمد البصري: قال أحمد بن خثيم: كان أبو معين: سيئ =