[بحث حول خلافة عمر]
  غُرَابٌ تَعَلَّمَ مَشْيَ الْحَمَام ... وَقَدْ كَانَ أَدْرَكَ(١) مَشْيَ الْحَجَلْ
  فَهَرْوَلَ مَا بَيْنَ هَذَا وَذَا ... فَلاَ ذَا تَأَتَّى وَلاَ ذَا حَصَلْ
  وأما البيت الشعر: فالأحق بالفضيحة من لا يقيم على مذهبه دليلاً، ولا يجد من التخلص مما يرد عليه سبيلاً.
[بحث حول خلافة عمر]
  وأما قوله [أي الفقيه]: فبان بما ذكرنا صحة إمامة أبي بكر الصديق، فصح بذلك ما انبنى عليه من إمامة الفاروق، على رغم المنافقين وغيظ الحاسدين والحمد لله رب العالمين.
  فالجواب [المنصور بالله]: أنا قد أبطلنا صحة ما ادعى صحته من إمامة أبي بكر، وتتبعها إمامة عمر، بما قد ظهر واشتهر من الأدلة الواضحة، والبراهين اللائحة، وصحة إمامة أمير المؤمنين، فالحمد لله رب العالمين.
  ثم قال [أي الفقيه]: قال القدري [أي: القرشي]: وما ذكر بعد ذلك من ادعائه إمامة عمر بقوله: فهو التالي لأبي بكر في الفضل، والمصلي في القدر والمنزلة، وكانت هذه المرتبة مشهورة له أيام رسول الله ÷.
  قال: وقد ذكرنا طرفاً من فضائله مع قول النبي ÷: «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر».
  ثم ذكر بعد ذلك ما كان على يديه من الفتوح في الإسلام، وترتيب الأمور، وتهذيب الإمارة بما لم يعرف قبله، وصار قدوة بعده، وذكر أيضاً استخلاف أبي بكر عند وفاته، وطول في ذلك جرياً على عادته في حكايته وأذيته لأهل البيت $ أجمعين ولمن انتحل مذهبهم. وقال بما أورده في رسالته والكلام عليه، أنه بنى أمر عمر على صحة إمامة أبي بكر.
(١) أحكم (نخ).