[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  الدين، وقوي الإيمان، وثبت الإسلام والمسلمون، وظهر أمر الله ولو كره الكافرون.
  فجليت عنهم فأبصروا، فسبقت والله سبقاً بعيداً، وأتعبت من بعدك إتعاباً شديدا، وفزت بالخير فوزاً مبيناً؛ فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.
  رضينا عن الله قضاه، وسلمنا له أمره، والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله ÷ بمثلك أبداً.
  كنت والله للدين حرزاً وعزاً وكهفاً، وللمؤمنين فيئة وحصناً، وعلى المنافقين غلظة وكظماً وغيظاً، فألحقك الله بنبيك، ولا حرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
  فسكت الناس حتى انقضى كلامه، ثم بكوا حتى علت أصواتهم، وقالوا: صدقت يا ختن رسول الله ÷.
  قال محمد بن الحسين: فحدثنا أبو بكر عبدالله بن محمد بن عبدالله بن عبدالحميد الواسطي(١)، حدثنا محمد بن رزق الله الكوذاني، قال: حدثنا يحيى بن إسحاق السياكيني(٢)، قال: حدثنا سلمة بن الأسود، قال: أخبرنا أبو
(١) قال ¥ في التعليق: عبد اللَّه بن محمد، ومحمد بن رزق اللَّه، وسلمة بن الأسود المذكورون في هذا السند، قال بعض العلماء: كلهم مجهولون لا يدرى من هم. وأبو عبد الرحمن هو السلمي المعروف، وقال في رجال سند الحديث الآتي بعد هذا: أحمد بن عبد الحميد بن خالد لا يدرى من هو. ومسعر إن كان ابن يحيى، فقال في الميزان: لا يعرف، وإن كان ابن كدام فقال السليماني: كان مرجياً. وقال في رجال الذي يليه: أحمد بن خالد البرذعي لم نقف له على ذكر. ومحمد بن سليمان قال ابن حبان: لا يجوز الإحتجاج به بحال، وقال ابن عدي: يوصل الحديث، ويسرقه، وكذبه الذهبي، واتهمه بالوضع الخطيب، وقال ابن عقدة: في أمره نظر، وروى حديثاً في فضل عثمان فقال ابن الجوزي: الحمل فيه على محمد بن سليمان. وأما أبو قطر فلم نجد له ذكراً، ولا يدرى من هو.
(٢) السالجين (نخ).