[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  لعلماً جماً فسلوني.
  فتأمّل أيها القدري ما ذكرنا من هذه الأخبار عن أمير المؤمنين # في أبي بكر وعمر وعثمان؛ ثم هذا الحديث الجامع لكثير من الصحابة بعين البصيرة والإنصاف، ودع عنك العكوف على تقليد الأسلاف، واعلم أنه لا يجتمع محبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي إلا في قلوب المؤمنين، دون المبتدعة الضالين، والخوارج المارقين.
  كما روينا من غير طريق بالسند المتقدم عن محمد بن الحسين الآجري، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن موسى بن زنجويه القطان، قال: حدثنا إبراهيم بن الوليد، قال: حدثنا أبو النصر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبدالعزيز بن النعمان القرشي، عن يزيد بن حبان، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ÷: «لا يجتمعُ حبُّ هؤلاءِ الأربعةِ إلا في قلبِ مؤمنٍ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي»، شعراً:
  إِنِّيْ رَضِيْتُ عَلِيّاً قُدْوَةً عَلَماً ... كَمَا رَضِيْتُ عَتِيْقاً صَاحِبَ الْغَارِ
  وَقَدْ رَضِيْتُ أَبَا حفصٍ وشِيْعَتَه ... ومَا رَضِيْتُ بِقَتْلِ الشَّيْخِ في الدَّارِ
  كلُّ الصحابةِ عِنْدِي قُدْوَةٌ عَلَمٌ ... فَهَلْ عَلَيَّ بهذا القَوْلِ مِنْ عَارِ
  إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي لا أُحِبُّهُمُو ... إلا لِوَجْهِكَ اعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ
  غيره:
  عَلِيٌّ بَايَعَ الصدِّيْقَ حَقاً ... ونَادَاهُ لِيَغْزُو فَاسْتَجَابا
  ولِلْفَاروقِ بَايَعَ بَعْدَ هَذَا ... وَزَوَّجَهُ ابْنَةً طَابَتْ وَطَابَا
  وبَايَعَ لابنِ عَفَّانٍ وَوَالَى ... ومَا عَنْهُ صَوَابُ الرَأيِ غَابَا
  تَوَلَّى ذا وهذَا بَعْدَ هَذَا ... فَهَلْ فِي دِيْنِهِ والْحَقِّ حَابَا