[تلفيق الفقيه على علي # في مدح المشائخ]
  أَجِيْبُوْنِي على هَذَا بِصِدْقٍ ... أَأَخْطَأَ فِي الطَّرِيْقَةِ أَمْ أَصَابَا
  فإنْ أَنْكَرْتُمُوا مَا كَانَ هَذَا ... لَعَنَّا فِيْهِ أَكْذَبَنَا جَوَابَا(١)
(١) قال ¥ في التعليق: وما أحسن ما قاله الهادي بن إبراهيم الوزير جواباً عن هذه الأبيات فرضي الله عنه، قال:
علي خالف الخلفاء فيما ... زعمتم أنه فيه أجابا
ولو كان الذي فعلوه حقاً ... لما حضروا سقيفتهم وغابا
وما سبب التقاعد عن عتيقٍ ... إذا كانت خلافته صوابا؟
ولو علم الخلافة في عتيق ... غداة دعاه ما قعد احتجابا
نقول كقولكم فيما روينا ... فنحن أحق بالحق اقترابا
أجيبونا على هذا بصدقٍ ... أأخطأ في التقاعد أم أصابا؟
فإن أنكرتمُ ما كان هذا ... لعنَّا فيه أكذبنا جوابا
فقل إني بليت بشافعي ... أتى في شعره شيئاً عجابا
أراد بشعره لهم شعاراً ... فَجَرَّ به لمذهبه ذهابا
إليك مقالة مني أجبها ... فقد عارضت بالوشل العبابا
إذا رضي الوصي له فعالاً ... ولم يكُ عندكم سلب إرتيابا
فلم غضب الوصي غداة جاءوا ... إليه ولم أنالهمُ عتابا؟
ولم هدرت شقاشقه عليهم ... وكاد يفض مقوله الصلابا؟
ولم بالشقشقية قال إني ... سدلت عن الخلافة لي ثيابا؟
ولم قادوه حتى قال فيه ... معاوية أراد به سبابا؟
وكنت تقاد كالمخشوش يعني ... أبا حسن فذم له وعابا
ولم هجر السقيفة حين كانت ... بها الأصوات تصطخب اصطخابا؟
وقلتم في الوصي لنا مقالا ... ولم تخشوا من الله العقابا
وبايع لابن عفان زعمتم ... وبايعه ولان له جنابا
فلم في قتل عثمان تأنى ... وأغدف يوم مقتله النقابا؟
ولم قتلته أقوام وكانوا ... لحيدرة وعترته صحابا؟
ولم رد القطائع مِنْ ثراه ... وكان لسافِكِيْ دمه مآبا؟
تولى قلتم هذا وهذا ... وما في دينه والحق حابا
فكيف جواب ما قلناه هاتوا ... لنا عن بعض ما قلنا جوابا؟
فإن لم تفصحوا عنه بقول ... فقد خسر الغبي إذاً وخابا
إذا والى بزعمكم عتيقاً ... ولم ير في خلافته اضطرابا
ووالى صاحبيه كما زعمتم ... وكان يرى بقربهم ثوابا
فلم دفن البتول الطهر ليلاً ... ولم يحثوا بحفرتها ترابا؟
=