[جواب الإمام # عما أورده الفقيه وبيان فساد الاعتماد عليها]
  نصيحة عمر لله تعالى؛ لأنا لا نعتقد فيهما ما يعتقده الغلاة من النفاق والكفر، بل لا نعيب عليهما من قول ولا عمل إلا التقدم على الوصي خليفة النبي ومولى المؤمنين، وهما من جملتهم، ومن تقدم على مولاه فقد تعدى طوره.
  وأما حديث ابن أبي مريم من شأن البرد - فلا يبعد ذلك، وأكثر ما فيه أن علياً # بكى لذكره، وكذلك حالة النبي ÷ في دون عمر.
  وأما مناصحته لله تعالى فمما لا شك فيه.
  وأما حديث عامر الشعبي في السكينة - فلسنا نشك في ذلك، لأن عمر كان يقول قولاً فيأتي كما يقول بلا زيادة ولا نقصان، ونحن نروي فيه: «لكل أمة حازي(١) وحازي هذه الأمة عمر بن الخطاب».
  ويروى عن ابن عباس قال: قال لي عمر ذات ليلة: هل لك يا ابن عباس في بقيع الغرقد؛ قال: فصوبت ذلك؛ فلما توسطنا جلس عمر واتكأ على مرفقه، وجعل يضرب باطن قدمه بيده قال: فقلت: إن شئت أخبرتك بما في نفسك.
  قال: فقال غص يا غواص، قال: فقلت: تفكر فيمن تجعل هذا الأمر من بعدك؟ قال: نعم، قال: قلت ما ترى في عبدالرحمن؟ قال: يجعل خاتم الملك في يد امرأته ولا يصلح لذلك.
  قلت: فما ترى في الزبير؟ قال: وهل يصلح لذلك، وهو حين إنسان وحين شيطان، يقاتل على المكيكة من التمر حتى تفوته الصلاة.
  قلت: فما ترى في طلحة؟ قال: ذو بأو بإصبعه يحب الفخر، ولا يصلح هذا الأمر لمن يحب الفخر.
  قلت: فما ترى في عثمان؟ قال: يحمل آل أبي معيط على رقاب الناس، فيجتمع عليه المسلمون فيقتلونه.
(١) الحازي: المتكهن في القاموس: حزا حزواً وتحزَّى تحزُّواً زجر وتكَهَّن.