[الخامسة: اتباعه أمان من الضلال]
  قوله: «وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة» شرف لا يُجارى، وكرم لا يُمارَى، وفضل لا يُبارَى؛ لأن أهل اللواء في الدنيا أفضل الخلق بلا نزاع، ولا يفتقر ذلك إلى شاهد لظهوره، ولا يجهل أحد من أهل العلم أن قصي بن كلاب ما أعطى ولده عبدالدار اللواء إلا ليشرفه ويلحقه بأخيه عبد مناف لما كان قاصر الحال بنفسه شرفه بذلك، ولولا علم الكل من أهل المعرفة أن قصي بن كلاب حاف في إعطاء عبد الدار اللواء لفضلناه على الجميع وإنما أراد يشرفه فشرف؛ فما ظنك بمن كمل وأُضيف إليه أجل عمل.
  وقوله: «وليك وليي ووليي ولي الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله» فهل تعلم معاوية وليه أو عدوه؟ فإن قلت وليه أكذبك جميع العالمين، وإن قلت عدوه فهو عدو الله بشهادة خاتم المرسلين فأي المكروهين تركب واتباع الحق أصوب.
  يَرَوْنَ الْمَوْتَ قُدَّاماً وَخَلْفاً ... فَيَحْتَارُوْنَ وَالْمَوْتُ اضْطِرَارَا
[الخامسة: اتباعه أمان من الضلال]
  ومن أمالي السيد المرشد بالله، قال: أخبرنا محمد هذا، قال: أخبرنا عبدالله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثني محمد بن حمزة، قال: حدثنا محمد بن عبيد بن عتبة، قال: حدثنا عمرو بن طلحة، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن معروف، عن أبي جعفر، عن زيد بن أرقم، عن النبي ÷ قال: «ألا أخبركم بمن إذا اتبعتموه لم تهلكوا ولم تضلوا؟» قالوا: بلى؛ قال: «علي بن أبي طالب» وعلي # إلى جانبه فقال: «وازروه وناصحوه وصدقوه» ثم قال: «جبريل # أمرني بالذي قلت لكم»(١).
(١) [حلية الأولياء (١/ ٦٣) مناقب ابن المغازلي (ص ١٦١) رقم (٢٩٢)].
(*) قال ¥ في التعليق: وفي الحلية لأبي نعيم، قال رسول الله ÷: «ادعوا لي سيد العرب، قالت عائشة: ألست سيد العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال: يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً، قالوا: بلى يا رسول الله، =