[خاتمة أدبية علمية جميلة تظهر تواضع الإمام وإنصافه سلام الله عليه]
  التباب والخسر، فلا يبعد الله غيره، فلقد خالف أهل العلم والأدب جميعاً، وسلك مسلكاً شنيعاً، جعل ذم الهداة شرابه وطعامه فاستحقب(١) وزره وآثامه، فآب مآب النعامة، طلبت القرنين فآبت مصلومة الأذنين، وهذا حال من طلب ما ليس له يقوم مقام القاصر، وينقلب بصفقة الخاسر.
  فنسأل الله تعالى البصيرة المؤدية إلى سبيل السلامة، الذائدة عن مورد الحسرة والندامة، والصلاة والسلام على محمد وآله.
  وقد اندرج في كتابنا هذا كلام فقيه الخارقة الذي رده على رسالتنا النافعة بالأدلة الواقعة، وجواب الشيخ الأجل الأوحد العالم محيي الدين - أيده الله تعالى - الذي كتابنا هذا جواب عنه، فاختلطت الألفاظ والتبس بعضها بالبعض، فليعتمد الناظر - أيده الله - التأمل لذلك، ويميز بعضه من البعض فما كان فيه:
  وما قال مولانا #؛ أو: في كلام مولانا #؛ أو ما جرى هذا المجرى؛ فهو من كلام الشيخ محيي الدين - أيده الله تعالى - أوردناه ليعلم الناظر أن الرجل المجبري قليل الإنصاف، وأن بعض ما كان وصل إليه كاف شاف.
  وأوردنا كلام الشيخ الأول والآخر لأن فيه عبرة للناظر فهو كما قال الشاعر:
  وَمِنَ الْعَنَاءِ عِتَابُ مَنْ لا يَرْعَوِي ... عَنْ غَيِّهِ وَخِطَابُ مَنْ لا يَفْهَمُ
  وقد حمدنا الله تعالى لما وقفنا على كلامه وتأملناه، وعرفنا معناه، على قوة الحق وهداية أهله وقلنا: كيف يكون مثل هذا البهيمة عمدة لأهل مقالته على فرط غباوته وجهالته، وانعكاس صورته وحالته، لا يعرف اللازم ولا الإلزام ولا يميز بين التبرة والرغام(٢).
  يصل صليل الفَخَّار المنقور، ويخور خوار الثور المعقور، قد أوهم أهل
(١) استحقبه: ادخره؛ تمت قاموس.
(٢) الرغام: التراب.