فصل: في ذكر يوم غدير خم
= الفسطاط ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته باسمي أنا: جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري سألتكم بحق الله، وحق رسوله أسمعتم رسول الله ÷ يقول: «ماأقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر» فقالوا: اللهم نعم، قال: أفتعلمون أيها الناس أن رسول الله ÷ جمعنا يوم غدير خم الفاً وثلاثمائة رجل، وجمعنا يوم سمرات خمس مائة رجل كل ذلك يقول: «اللهم من كنت مولاه فإن مولاه علي، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه» فقال عمر: بخ بخ ياابن أبي طالب أصبحت مولاي، ومولى كل مؤمن ومؤمنة فلما سمع ذلك معاوية بن أبي سفيان اتكى على المغيرة بن شعبة وقام وهو يقول: لانرضى لعلي بولاية، ولا نصدق محمداً إلى مقالة فأنزل الله على نبيه: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ٣٤}[القيامة]، تهدداً من الله وانتهاراً، فقالوا: اللهم نعم) [تفسير فرات (٢/ ٥١٥) ورواه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل (٢/ ٢٩٥)].
وروى أيضاً بإسناده إلى حذيفة بن اليمان قال: (كنت والله جالساً بين يدي رسول الله ÷ قد نزل بنا بغدير خم فقام رسول الله ÷ وقال: «أيها الناس إن الله أمرني فقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧]، ثم نادى علياً فأقامه عن يمينه ثم قال: ياأيها الناس ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله» فوالله لقد رأيت معاوية قام وتمطى مغضباً واضعاً يمينه على عبدالله بن قيس الأشعري، ويساره على مغيرة بن شعبة، وقال: لانصدق محمداً على مقالته، ولانقر لعلي بولايته، فأنزل الله: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى ٣١ وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٣٢ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى ٣٣ ... إلخ}[القيامة]) ذكر هذا الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، والله أعلم وهو المستعان.
نعم، وحديث زيد بن أرقم الذي مر من طريقة ابن المغازلي بسنده إلى ابن امرأة زيد، وفيه لفظ: «من كنت وليه فعلي وليه ... إلخ» قد ذكره الرضي في كتاب المجازات النبوية ثم قال: وهذا الخبر بتمامه هو خبر الغدير الذي يقول فيه ÷: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره».
وقد رواه من مشهوري الصحابة عشرة: أولهم أمير المؤمنين #، وهو الصادق المصدق، وزيد بن أرقم، وحذيفة بن أسيد، والبراء بن عازب، وسعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وجابر بن عبدالله، وأبو أيوب خالد بن زيد، وأنس بن مالك، وبريدة بن الحصيب الأسلمي، فأما بريدة، وزيد بن أرقم فقد روى عنهما في هذا الخبر: «من كنت وليه فعلي مولاه» ووافقهما ابن عباس على ذلك، وأخبرنا بهذه الرواية خاصة وهي أشهر الروايات أبو عبدالله محمد بن عمران المرزباني قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد عن عرفة الواسطي قال: حدثنا عبيدالله بن جرير بن جميلة قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا نوح بن قيس قال: حدثنا الوليد بن صبيح عن ابن امرأة زيد بن أرقم، عن زيد بن أرقم، =