كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في تفسير قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 55}

صفحة 332 - الجزء 1

  جالساً إذ مَرّ عليه ابن عبدالله بن سلام، قلتُ: جعلنا الله فداك هذا ابن الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب⁣(⁣١) الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله ø: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ٤٣}⁣[الرعد]، {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}⁣[هود: ١٧]، {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ... الآية}⁣[المائدة: ٥٥].

  واعلم أن الله سبحانه وتعالى قد ذكر في هذه الآية فرض طاعته سبحانه على خلقه، ثم ثنّى برسوله ÷ ثم ثلّث من غير فاصلة بفرض ولاية أمير المؤمنين، فهذا نص صريح في وجوب طاعته، وذكر تعالى بلفظة (إنما) وهي محقّقة لما ثبت نافية لما لم يثبت، كما قال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد](⁣٢)، فأثبت له الإنذار بلفظة (إنما) لأنها للتحقيق والإثبات.


(١) قال ¦ في التعليق: وقد مر رواية الحاكم أن آية: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ ..}⁣[الرعد: ٤٣]، نزلت في علي عن ابن عباس، وأبي جعفر وغيرهما. وكذا رواية الثعلبي في تفسيره عن محمد بن الحنفية قاله العلامة علي بن عبدالله بن القاسم في دلائل السبل الأربعة.

(٢) قال ¦ في التعليق: لما نزل قوله تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، قال رسول الله ÷: «أنا المنذر، وعلي الهادي» [رواه الحاكم الحكساني في شواهد التنزيل (١/ ٢٩٣) وفرات الكوفي في تفسيره (١/ ٢٠٥) والكنجي في كفايته (ص ٢٠٣)] أخرجه ابن جرير، والثعلبي، والنقاش.

وأخرجه علي بن الحسين في المحيط عن ابن عباس بزيادة: «وبك يهتدي المهتدون» وأخرج نحوه عن أبي برزة الأسلمي، وأخرج نحوه في المحيط عن علي زين العابدين # موقوفاً.

ورواه أبو القاسم الحاكم الحسكاني عن ابن عباس من ست طرق، وعن أبي برزة الأسلمي من ثلاث طرق، وعن أبي هريرة، وعن يعلى بن مرة، وعن علي، وعن مجاهد، وعن زرقاء الكوفية، ونحوه عن علي من ثلاث طرق، وعن أبي برزة.

وعنه ÷: «أنا المنذر، وعلي الهادي، وبك ياعلي يهتدي المهتدون» أخرجه الديلمي، والكنجي عن ابن عباس، تمت تفريج.

وأخرجه ابن عساكر عن علي، تمت شرح غاية.

وقال علي #: (رسول الله المنذر، وأنا الهادي) أخرجه الحاكم عن علي، وقال: صحيح.

=