[ديباجة الكتاب]
  فكان إذا احمرّ البأس حمى بأهل بيته الناس، فقُتل عبيدة يوم بدر، وحمزة يوم أحد، وجعفر يوم مؤتة، وتعرّض للشهادة في موطن بعد موطن البطينُ الأنزع، والليث الأروع، والشجاع(١) الأقرع، والسم المنقع، والليث الخادر(٢)، والقمر الزاهر، والسيف الباتر، والنوّ الماطر، والبحر الزاخر، والقدح القامر، صاحب الأفاعيل ببدر وحنين، شريف المنصبين، جمعته ورسول الله ÷ أبوةٌ واحدةٌ، هي إحدى الفواطم من أمهاتنا الكرائم: فاطمة بنت عمر بن عائد بن عمران بن مخزوم، وأمها: صخرة بنت عبد بن عمران بن مخزوم، وأم صخرة: تجمر بنت عبد بن قصي بن كلاب تردد في غالب بن فهر.
  إن علي بن أبي طالب ... جدا رسول الله جداه
  أبو علي وأبو المصطفى ... من طينة طهّرها الله
  فلا يُعلم من جمعه ورسول الله ÷ من متنازعي الخلافة هذا النصاب إلا هو.
  وصلوات الله على أهل بيته نجوم الملة، وأدلة الأدلة، مزيحي العلة، شفاء الغلّة، حتف المعاندين، وسم الجاحدين، الرادين لكيد الكائدين؛ كما روينا عن أبينا خاتم المرسلين ÷ أنه قال: «إن عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإسلام ولياً من أهل بيتي موكلاً يعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، فاعتبروا يا أولي الأبصار وتوكلوا على الله»، على الله توكّلنا، وبه اعتصمنا.
  ورضي الله عن الصحابة والتابعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
(١) كغراب وكتاب: الحية أو الذكر منها، والأقرع من الحيات: المتمعط شعر رأسه لكثرة سمِّه. انتهى من القاموس.
(٢) الخادر الذي في خدره.
(*) قال ¦ في التعليق: الخدر أجمة الأسد، ومنه أسد خادر. تمت قاموس. [الأَجَمَةُ - محركة -: الشجر الكثير الملتف. تمت القاموس].