كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

فصل: في قول النبي ÷ لعلي (ع): «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»

صفحة 355 - الجزء 1

  الهاشمي الخطيب بقس هَثَّا، يرفعه إلى عامر بن سعد، عن أبيه قال: إنه سمع النبي ÷ يقول لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وذكر مشافهة سعدٍ بذلك وذكر سعد: فاستكتا.

  وبالإسناد المقدم قال: أخبرنا أبو علي عبد الكريم بن محمد بن عبد الرحمن الشروطي، يرفعه إلى سعيد بن المسيب، قال: سألت سعداً: أهل سمعتَ رسول الله ÷ يقول لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي - أو معي -؟» قال: نعم.

  وبالإسناد المقدم قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن العباس البزاز يرفعه إلى إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، قال: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن أبي طالب فإنه أعلم، قال: يا أمير المؤمنين قولك فيها أحب إلي من قول علي، فقال: بئسما قلتَ، ولؤم ما جئتَ به، لقد كرهتَ رجلاً كان رسول الله ÷ يغرّه العلم غراً، ولقد قال له رسول الله ÷: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»⁣(⁣١)، ولقد كان عمر بن الخطاب يسأله فيأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا اشتكل عليه شيء قال: هاهنا علي، قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من الديوان.

  ومناقبٌ شهد العدو بفضلها ... والحق ما شهدت به الأعداء

  فهذه شهادة العدوّ لعدوّه، وهي أظهر الشهادات وأقواها، لأنها تقوم مقام الإقرار، والإقرار لا يفتقر فيه إلى عدالة المقر.

  وما ظهر منه من تعظيم علي # فبلطف من الله لتكون الحجة عليه وعلى أتباعه، فما عذره عند الله في سبّ رجل هذه حاله.


(١) قال ¦ في التعليق: أخرجه أحمد في المناقب من حديث أبي حازم، تمت تحفة. ولعله كتبه قيس [يعني فيكون من رواية قيس بن أبي حازم]، وأخرج الكلابادي صدره إلى قوله: غراً. وذكره ابن الأثير في النهاية في مادة غراً.