كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ديباجة الكتاب]

صفحة 37 - الجزء 1

  الراعين حرمة الذرية، المميزين لهم على جميع البرية، وسلم وكرَّم.

  أما بعد:

  فإن الرسالة الخارقة وصلتنا منقلبنا من المغرب في شهر شوال سنة ثمان وستمائة، وابتدأنا بسطر جوابها في شهر ربيع الأول سنة تسع وستمائة، وسبب تراخي المدة كثرة الأشغال وتراكمها، كما يعلم ذلك من شاهد الحال أو صدّق المقال، وهي مشتملة على أنواع شتى، نذكر منها ما تمس إليه الحاجة، إذْ أكثرها خارج عن منهاج أهل العلم وسبيل أهله، وقد طابق اسمها معناها؛ لأنها خرقت عادة المسلمين في المحاورات والمكاتبات، لما تضمّنت من السباب والمباهتات، وإنكار المعلومات، والقطع على صحة المجهولات، فقد أصاب صاحبها في اسمها وإن أخطأ في معناها، ومن نظرها بعين النصفة عرف حقيقة ما قلناه.

  منها: المدح لنفسه وأهل مقالته، وأنهم أهل السنة والجماعة، وجرّد ذلك عن الأدلة القاضية بصحة دعواه.

  ومنها: ذمه لخصمه، ومبالغته في وصمه⁣(⁣١)، وما نقم عليه إلا خلافه له ولأهل مقالته، بغير استدلال ولا بيان، وهذا مما لا يعجز عنه جميع أهل الأديان، من أهل القرآن وغير أهل القرآن.

  ومنها: ذمه لما ورد من جهتنا من الرسالة المتضمنة للآثار النبوية، المأثورة عن جميع علماء البرية، بعد تعييننا لها بكتبها ومواضعها، وشيوخها وطرقها؛ فذكر أن ذلك دليله على جهلنا، وقلّة معرفتنا، وأنه وجد نقطة تحت الحاء، وياء في موضع ألف، وألفاً في موضع ياء، وما جانس هذا من القول الذي لا يعتمده أهل الأدب والعلم.


(١) قال ¦ في التعليق: وصم الشيء عابه. تمت قاموس.