كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الكلابية]

صفحة 364 - الجزء 1

  هو الشيء، وهذا تصريح منه أنه لا يبالي أخطأ أم أصاب.

  وله أقوال كثيرة تركنا ذكرها خشية الإطالة، وهو حائك حكاه أبو العباس الهاشمي، وهذا المذهب بالري وطبرستان أكثره.

[ذكر الكلابية]

  ومنهم الكلابية: وهم أصحاب ابن كلاب عبدالله بن أبي سعيد.

[ذكر الأشعرية]

  ومنهم الأشعرية وهم أصحاب أبي الحسن بن أبي بشر الأشعري، وأقوالهم متقاربة، وإن كان بينهم خلاف في مسائل، والأشعري بصري وليس له سلف يرجع إليهم لا من أهل العدل ولا من أهل الجبر؛ لأنه درس على أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة وخالفه إلى مقالة المجبرة، ولم يرجع إلى أحد من شيوخ المجبرة، بل أحيا مذاهب لجهم بن صفوان كانت داثرة فحرّفها وصحّفها ليبقى له أدنى مسكة من الإسلام، وقد حيل بينه وبين ذلك بالدليل.

  ومما أحدثه: أنه تعالى مسموع، وأنه أسمع نفسه موسى، وروي عنه أنه تعالى يدرك بجميع الحواس، وأصحابه يطلقون أنه مسموع، والكلابية يخالفونهم في ذلك، وكان يقول: إن علم الله وقدرته وحياته وسمعه وبصره معانٍ قديمة، وما أطلق أحد قبله القول بأنها قديمة.

  وزعم أن الكلام صفة لله تعالى شيء واحد، ليس بذي حروف ولا سور، وأنه التوراة والإنجيل والفرقان، وأن هذه الكتب المنزلة ليست بكلامه، وما يُتلى ويُكتب ويُحفظ مخلوق، وليس بكلامه تعالى، وزعم أن أمره ونهيه شيء واحد، والأمر بالصلاة هو الأمر بالزكاة، وأنه لا يقدر على أنه يأمر وينهى ويخبر بشيء، ولا يصح أن يأمر بأكثر مما أمر.

  وزعموا أن كلامه لم يسمع قط، وأنه تعالى لم يزل يخاطب موسى: يا موسى، ويخاطب آدم: اسكن أنت وزوجك الجنة، وزعم أن أهل الجنة يرون الله لا في