كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ديباجة الكتاب]

صفحة 39 - الجزء 1

  جواب فيه من قِبَلنا، تشريفاً لنصابنا، وحراسة لأنسابنا،

  ويشتموا⁣(⁣١) فترى الألوان مسفرة ... لا صفح ذلٍ ولكن صفح أحلام

  إلا أنا نذكر ما لا بد من ذكره، مما لا يتم الجواب إلا به، فنكون كالمضطرين إليه، والمحمولين عليه، أو نروي عن الرسول ÷ ما يكون ذماً لمن خالف الذرية، ورماهم بالأذية، والأقوال البذية؛ فذلك مما يجب تبيينه من الدين، وقائله غير متهم في حال، ولا خطأ في مقال ولا فعال، وآله خير آل.

  واعتذاره بأن سبّه لنا نصرة للأصحاب، وتعرّضاً⁣(⁣٢) للثواب - عُذْرٌ غير مخلّص عند ذوي الألباب اليوم، ولا غداً عند رب الأرباب؛ لأنهم سلام الله عليهم أولى الخلق بالهدى والصواب، وأعرف الخلائق بعلم الكتاب، وإنما نبين أن ذلك لهم غير كارث، وأن مخلبه لمن وجّه إليه غير ضابث⁣(⁣٣).

  لا تسبنّني فلست بسِبّي ... إن سِبّي من الرجال الكريمُ

  ما أبالي أَنَبّ بالحَزْنِ تيسٌ ... أم لحاني بظهر غيب لئيمُ

  ألم تعلم أيها الفقيه أن عترة رسول الله ÷ أشرف الخلائق، وأن السبّ لهم غير لائق، وما قصر الفرزدق في مقاله، وما أشبه حالنا بحاله:

  وإن حراماً أن أسبّ مقاعساً ... بآبائي الشمّ الكرام الخضارمِ

  ولكن نَصْفاً لو سببتُ وسبّني ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم


(١) كذا المسموع والموجود في النسخ، ولعله معطوف على منصوب، على أنه قد كثر التصرف في المضارع فحذف النون لغير ناصب كما في الخبر: لا تؤمنوا حتى تحابوا، ولم تحذف الياء مع وجود الجازم في قوله: ألم يأتيك، وغير ذلك. كتبه الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٢) كذا في النسخ، فيحمل على أنه مفعول له، والخبر محذوف، أي: كائن أو واقع، وأما عذر فهو خبر اعتذاره. أو نصب تعرضاً على لغة من ينصب الخبرين، كقوله: إن حراسنا أسداً. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

(٣) أي قابض.