كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر الصاحب الجليل أبي القاسم بن عباد وشيء من شعره]

صفحة 389 - الجزء 1

  يُضِلّ عن ثوابه أعداءه ... وإنما صَيّره جزاءه

  ولم يُرِدْ في حالةٍ إغواءه ... بل جلب الإنسان ما قد شاءه

  ولو أراد ربنا أن يشتما ... ويفعل الشاتم ما قد حتما

  لكان فيه طائعاً قد علما ... وكان من عذبه قد ظَلَما

  أو كلف الأمر بلا استطاعه ... ما ذم من عدوّه امتناعه

  ولا أقام للعقاب الساعه ... أفٍّ لهذا القول من شناعه

  لو كان كل شنع من عندهِ ... لم يك ذاك مُنْكَراً من عبدهِ

  فإنه متابع لقصده ... وإنه موافق لجهده

  فإن يجدد مجبر سؤاله ... بالخرق والحمق وبالجهاله

  وقلة الإصغاء للدلاله ... وكثرة الإعجاب بالضلاله

  فقال هل يفعل ما لا يؤثرُ؟ ... إذا عن الملك العظيم يقصرُ

  فقل كما يفعل ما لا يأمر ... وهو المليك والإله الأقدرُ

  ولو أراد منعه بالقسرِ ... لكان سهلاً ما به من عسرِ

  لكنه إسقاط باب الأمرِ ... وفتح باب الجبر ثم الكفرِ

  وليس ذا مستحسناً في العقلِ ... إن لم يكن يسلك نهج الجهلِ

  هذا بيان لرجال الفضلِ ... وكل من أصغى لقولٍ فصلِ

  قد خالفوا في القدر المذمومِ ... وأثبتوا للواحد الكريمِ

  وقد نفيناه عن الحكيمِ ... بغاية التنزيه والتعظيمِ

  فهم ذوو الجبر وأصحاب القَدَرْ ... إذْ مُثْبِتُ الأسماء منها يُشْتَهرْ