كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر سبب تخلي الحسن بن علي (ع) عن الأمر لمعاوية]

صفحة 424 - الجزء 1

  الأصنام لفعل ذلك، ولقد أمر بأصنام أصابها في بعض أيامه إلى بلاد الهند لتباع فيها، ولقد استبشر بموت الحسن بن علي # واسترّ به سروراً ما استرّ به إلا المشركون؛ لأن المعلوم ضرورة أن رسول الله ÷ كان يغتمّ بموت الحسن غماً شديداً فما يكون حكم من سره ما يغم رسول الله، فتفكر في ذلك إن أردت الخلوص إلى النجاة، حتى قال ابن عباس - ® ورحمهما الله -:

  أصبح اليوم ابن هند ضاحكاً ... ظاهر النخوة أن مات الحسن

  رحمة الله عليه إنه ... طالما أشجى ابن هند وأرن⁣(⁣١)

  فلقد كان عليه عمره ... مثل رضوى وثبير وحضن

  فاربع اليوم ابن هندٍ آمناً ... إنما يقمص بالعير السمن⁣(⁣٢)

  فاتق الله وأظهِر توبة ... إن ما كان كشيء لم يكن

  وقال رسول الله ÷ في علي والحسن والحسين وفاطمة $ رويناه مسنداً في أخبار كثيرة بألفاظ مختلفة ومتفقة ترجع إلى معنى واحد: «أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم»، وحرب رسول الله ÷ كافر بإجماع المسلمين⁣(⁣٣)، ولكن زاغت القلوب وغشيت الأبصار، وجهل الحق، وضل عن


(١) أي باهاه. تمت.

(٢) قمص الفرس يقمِصُ قمصاً وقمصاناً بالضم والكسر، أو إذا صار عادة له فبالضم، وهو: أن يرفع يديه ويطرحهما معاً ويعجن برجليه، وما بالعير من قماص: يضرب لضعيفٍ لا حراك به. انتهى من القاموس.

(٣) [روى حديث [أنا سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم ... إلخ]: الإمام أبو طالب في أماليه (ص ١١٠) والترمذي في سننه (٥/ ٦٩٩) رقم (٣٨٧٠) وابن حبان في صحيحه (١٥/ ٤٣٣) رقم (٦٩٧٧) وابن ماجه (١/ ٥٢) رقم (١٤٥) والكنجي في الكفاية (ص ٢٩٤) وأحمد بن حنبل في الفضائل (٢/ ٧٦٧) رقم (١٣٥٠) وفي المسند (٢/ ٤٤٢) رقم (٩٦٩٦) والطبراني في الكبير (٣/ ٤٠) رقم (٢٦١٩) وفي الصغير (٢/ ٥٣) رقم (٧٦٧) والحاكم في المستدرك (٣/ ١٦١) رقم (٤٧١٣)].

(*) قال ¦ في التعليق: أخرجه المرشد بالله، والثعلبي عن أبي هريرة، وأخرجه المرشد بالله =