[ذكر سبب تخلي الحسن بن علي (ع) عن الأمر لمعاوية]
  الأصنام لفعل ذلك، ولقد أمر بأصنام أصابها في بعض أيامه إلى بلاد الهند لتباع فيها، ولقد استبشر بموت الحسن بن علي # واسترّ به سروراً ما استرّ به إلا المشركون؛ لأن المعلوم ضرورة أن رسول الله ÷ كان يغتمّ بموت الحسن غماً شديداً فما يكون حكم من سره ما يغم رسول الله، فتفكر في ذلك إن أردت الخلوص إلى النجاة، حتى قال ابن عباس - ® ورحمهما الله -:
  أصبح اليوم ابن هند ضاحكاً ... ظاهر النخوة أن مات الحسن
  رحمة الله عليه إنه ... طالما أشجى ابن هند وأرن(١)
  فلقد كان عليه عمره ... مثل رضوى وثبير وحضن
  فاربع اليوم ابن هندٍ آمناً ... إنما يقمص بالعير السمن(٢)
  فاتق الله وأظهِر توبة ... إن ما كان كشيء لم يكن
  وقال رسول الله ÷ في علي والحسن والحسين وفاطمة $ رويناه مسنداً في أخبار كثيرة بألفاظ مختلفة ومتفقة ترجع إلى معنى واحد: «أنا سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم»، وحرب رسول الله ÷ كافر بإجماع المسلمين(٣)، ولكن زاغت القلوب وغشيت الأبصار، وجهل الحق، وضل عن
(١) أي باهاه. تمت.
(٢) قمص الفرس يقمِصُ قمصاً وقمصاناً بالضم والكسر، أو إذا صار عادة له فبالضم، وهو: أن يرفع يديه ويطرحهما معاً ويعجن برجليه، وما بالعير من قماص: يضرب لضعيفٍ لا حراك به. انتهى من القاموس.
(٣) [روى حديث [أنا سلم لمن سالمكم، حرب لمن حاربكم ... إلخ]: الإمام أبو طالب في أماليه (ص ١١٠) والترمذي في سننه (٥/ ٦٩٩) رقم (٣٨٧٠) وابن حبان في صحيحه (١٥/ ٤٣٣) رقم (٦٩٧٧) وابن ماجه (١/ ٥٢) رقم (١٤٥) والكنجي في الكفاية (ص ٢٩٤) وأحمد بن حنبل في الفضائل (٢/ ٧٦٧) رقم (١٣٥٠) وفي المسند (٢/ ٤٤٢) رقم (٩٦٩٦) والطبراني في الكبير (٣/ ٤٠) رقم (٢٦١٩) وفي الصغير (٢/ ٥٣) رقم (٧٦٧) والحاكم في المستدرك (٣/ ١٦١) رقم (٤٧١٣)].
(*) قال ¦ في التعليق: أخرجه المرشد بالله، والثعلبي عن أبي هريرة، وأخرجه المرشد بالله =