كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر سبب تخلي الحسن بن علي (ع) عن الأمر لمعاوية]

صفحة 426 - الجزء 1

  ولا يشبع، لا ينظر الله إليه»⁣(⁣١).

  قال: ما جاء بك يا سفيان؟

  قلت: حبكم أهل البيت.

  قال: إذاً والله تكون معنا هكذا وألصق بين إصبعيه.

  وبالإسناد المتقدم أيضاً، قال: أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن عمران المرزباني قراءة عليه، قال: حدثني أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدالله الجوهري، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن عليل العنزي، قال: حدثنا موسى الجرشي، قال: حدثنا السكن بن هارون، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن: أن رجلاً قال: يا أبا سعيد: أمعاوية كان أحلم أم الحسن بن علي؟

  قال: لا بل الحسن.

  قال: إنما أعني معاوية بن أبي سفيان الذي كان يقال أمير المؤمنين؟

  قال الحسن: وهل كان ذلك إلا حماراً نهاقاً.

  فقد رأيت في الحديث الأول رواية ولد رسول الله ÷ فيه وتقريره لمن لعنه ولعن أباه وسبّ أمه، وهو الإمام المعصوم بشهادة أخبار الكساء والرداء وتكرر آية التطهير فيه وفي أمه وأخيه وأبيه، فأين يتاه بالجاحدين المعاندين عن منهاج الحق اليقين؟!

  وقد رأيتَ كلام العبد الصالح العالم الذي لا يُمْتَرى في فضله ولا علمه ولا


(١) قال ¦ في التعليق: وقوله في حديث سفيان «يلي أمتي رجل ... إلخ» رواه محمد بن سليمان، والمدايني موقوفاً على علي، ورواه أبو الفرج الأصفهاني بطريقين، وروى نحوه الجاحظ عن أبي ذر، وإبراهيم الثقفي عن أنس مرفوعا، في بعض الروايات «الأمة» وبعض «أمتي» [روى كلام سفيان بن الليل مع الحسن - #: الحاكم في المستدرك (٣/ ١٨٦) رقم (٤٧٩٧) ورقم (٤٧٩٦) عن المسور، وكذا الترمذي (٥/ ٤٤٤) رقم (٣٣٥٠) والطبراني في الكبير (٣/ ٨٩) رقم (٢٧٥٤)].