[معاوية وحديث: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»]
  عقله ولا معرفته، فجعل القاعد في مكان إمام الهدى حماراً نهاقاً، والحسن وإن كان من التابعين فقد استفتى منه البدري، وفزع إلى علمه العَقَبي، وقالت عائشة ^ لما سمعت كلامه: مَنْ هذا الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء؟!
  وقد حصل لنا من الفقيه مصنف الخارقة أن علياً # لعن معاوية، وكان يقنت بذلك خلف الصلاة، والواجب على المسلمين كافة متابعة علي # في القول والعمل؛ لأنه في حال لعنه معاوية إمام هدى بالإجماع منا ومن مصنف الخارقة، ومن مصنفي المسلمين كافة، والله تعالى يقول: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}[النساء: ٥٩]، وأولوا الأمر علي # ويقول تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}[النور: ٦٣]، ويقول تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}[الأنعام: ٩٠]، وهو ممن هدى الله تعالى فيجب الاقتداء به.
  وقد ورد في الأخبار: «علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي»، ووجوب اعتقاد الحق واجب.
  وما روينا بالإسناد الموثوق به، وقد روى الفقيه في خارقته نحوه: «يا علي بحبك يعرف المؤمنون وببغضك يعرف المنافقون، يا علي من أحبك لقي الله مؤمناً، ومن أبغضك لقي الله منافقاً»، والمعلوم ضرورة أن معاوية في نهاية البغض لعلي # ومن المعلوم استدلالاً أن النفاق أقبح الكفر، وأن المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
[معاوية وحديث: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»]
  وقد أجمعت الأمة على صحة قول النبي ÷: «الولد للفراش وللعاهر الحجر»(١)، وعلمنا ضرورة أن معاوية استلحق زياداً وادعى أخوته بالعهر
(١) [أخرج حديث: (الولد للفراش وللعاهر الحجر): البخاري (٢/ ٧٢٤) رقم (١٩٤٨) ومسلم (٢/ ١٠٨٠) رقم (١٤٥٧)، وأبو داود في سننه (٢/ ٢٨٢) رقم (٢٢٧٣) والنسائي في الكبرى (٣/ ٢٧٨) رقم (٥٦٧٦)، وابن ماجه في السنن (١/ ٦٤٦) رقم (٢٠٠٤)، والحاكم في المستدرك =