[حكم أمير المؤمنين (ع) في معاوية]
  أمير المؤمنين واصطنعت رجالاً من العرب وغيرهم وقد أحسست منهم اللين، فأتني بالوالي لأودعه ما يكون عوناً له على أمرهم.
  فقال: ما لها غيرك، ورده على عمله على كره من المغيرة بزعمه، وأطلق يده في المال، وكان معاوية لا يظن أن ذلك يكون؛ على أنه بعد نيله ما لم يخطر بالبال كثر طمعه فيما لا يطمع فيه، وإلا فأين الإمامة ممن يلفحه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # خلف الصلاة باللعنة، ولعنته من لعنة رسول الله ÷ ولعنته من لعنة الله {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا ٥٢}[النساء]، رويناه مسنداً(١).
[حكم أمير المؤمنين (ع) في معاوية]
  ويقول في بعض كتبه إلى زياد لما بلغه أن معاوية يكاتبه يريد استلحاقه بالأخوة من طريق زنى أبيه بِسُمَيّة: قد عرفتُ أن معاوية كتب إليك يستزل لبك، ويستفل غربك(٢)، فاحذره فإنما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وشماله، ليقتحم غفلته، ويسلب غرته.
  فهذه شهادة من شهد الله له بالطهارة يوم الكساء، والولاية يوم الغدير، والفضيلة يوم الطير، والمحبة يوم خيبر؛ على معاوية أنه بمنزلة إبليس اللعين.
  وعند فقيه الخارقة أنه إمامه، وإمام هدى، والذي نصوِّبه لنا وللمسلمين كافة أن علياً # أولى بالإصابة، وأجدر بالاتباع.
  ومن كتاب له إلى معاوية تركنا صدره ميلاً إلى التخفيف، قال فيه: (وقد دعوتنا إلى حكم القرآن ولستَ من أهله، وإنا لسنا إياك أجبنا، وإنما أجبنا القرآن إلى حكمه)، فهذه شهادة أمير المؤمنين # أنه ليس من أهل القرآن، وكيف يكون من
(١) قال ¦ في التعليق: رواه زيد بن علي #، ورواه الإمام # بسنده إلى الباقر بزيادة: «وهي باقية في أعقابنا إلى يوم القيامة».
(٢) قوله: من غربك، الغرب الحد، ومنه غرب السيف، أي يطلب لحدك الفل، وهو الثلم. انتهى من النهاية.