كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[حكم أمير المؤمنين (ع) في معاوية]

صفحة 439 - الجزء 1

  لا يكون من أهل القرآن إماماً للمسلمين، وهل هذا إلا تصريح بكفره.

  ومن كتاب له # إلى عمرو بن العاص: (أما بعد: فإنك جعلت دينك تبعاً لدنيا امرئ ظاهرٌ غيُّه، مهتوك ستره، يشين الكريم مجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، فاتبعت أثره، فطلبت فضله، اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه، وينتظر ما يلقي إليه من فضل فريسته، فأذهبت دنياك وآخرتك، ولو بالحق أخذت الحق أدركتَ ما طلبتَ؛ فإن يمكن الله منك ومن ابن أبي سفيان أجزكما بما قدمتما، وإن تعجزا وتبقيا فإن أمامكما ما هو شرّ لكما).

  فهذا كلام أمير المؤمنين # وهو إمامنا وإمام المتقين من المسلمين أجمعين، والإمام قدوة، وهو معصوم بما عينا في ذكره، وإمام هدى بالاتفاق منك ومنا، وقد ذكر أن معاوية مهتوك ستره، ولا إيمان لمهتوك الستر، ظاهر غيه، وهذا قطع بكفره أو فسقه من جهة التصريح، يشين الكريم مجلسه لظهور معصيته، ويسفه الحليم بخلطته لطلبه ما ليس له.

  يقوي ذلك ما روينا عن الحسن بن أبي الحسن | لما سُئل عنه فقال: هل كان إلا حماراً نهاقاً، وكيف يكون حليماً من نازع الأمر أهله، وطلب ما ليس له، وسبّ خير خلق الله، وحارب عترة رسول الله ÷ الذين روينا فيهم: «قدموهم ولا تقدموهم، وتعلّموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا»، فارتكب ذلك كله، ولا يبعد الله إلا من ظلم؛ فتأمل ذلك إن كنت من المتأملين.

  ومن كلام لأمير المؤمنين # لبعض أصحابه ذكره الشريف الأوحد الرضي جامع نهج البلاغة⁣(⁣١) لأمير المؤمنين # نحن نرويه مسنداً، قال - وقد


(١) قال ¦ في التعليق: الشريف الرضي سيأتي قول الإمام فيه إنه من خلصان الزيدية، وكذا ذكر الحاكم الجشمي في العيون ذكر هذا الإمام محمد بن عبدالله الوزير #.

وهو أبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى (بن جعفر) [ما بين القوسين =