كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام أمير المؤمنين (ع) في صفة معاوية وبني أمية]

صفحة 464 - الجزء 1

  عكسوا وكان العكس دأبهمو ... جهلاً وقالوا دينه رفضُ

  لمحمدٍ عندي وعترته ... محض الولا ولغيره البغضُ

  أأحبهم وأحبّ شانئهم ... هذا لعمر أبيكمو نقضُ

  ما حبّه إلا ببغضهمو ... والحق يعضد بعضه بعضُ

  وكما قال محمد بن إدريس الشافعي ¦:

  يا راكباً قِفْ بالمحصّب من منى ... واهتف بواقف خيفها والناهضِ

  سَحَراً إذا فاض الحجيج إلى منى ... زُمَراً كملتطم الفرات الفائضِ

  قِفْ ثم ناد بأنني لمحمدٍ ... ووصيه وابنيه لستُ بباغضِ

  إنْ كان رفضاً حب آل محمد ... فليشهد الثقلان أني رافضي

  وكيف يجتمع النقيضان في تقدير أو تحقيق، ولكن القوم ضلوا سواء الطريق، فنسأل الله التوفيق.

[كلام أمير المؤمنين (ع) في صفة معاوية وبني أمية]

  ومما رويناه من كلام أمير المؤمنين - عليه الصلاة والسلام - في صفة معاوية يخاطب أصحابه بذلك: (أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبّي والبراءة مني؛ فأما السب فسبوني فإنه زكاة لي ونجاة لكم، وأما البراءة مني فلا تتبرأوا مني فإني ولدت على الفطرة، وسبقت بالإيمان والهجرة).

  فكان ذلك كما قال # بغير زيادة ولا نقصان، وكان كلامه هذا وما شاكله مما يجري مجرى الملاحم مما حمل الناس على المبادرة إلى طاعة بني أمية؛ لأن أكثر الناس عبيد الدنيا، فإذا امْتُحِنُوا بالبلاء قل الديّانون، لما علموا بخبر الصادق أن الأمر يصير إلى معاوية وبني مروان توددوا إليهم بالمبادرة.