[كلام أمير المؤمنين (ع) في صفة معاوية وبني أمية]
  ومما رويناه من كلامه # في مثل ذلك يصف بني أمية: (والله لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرماً إلا استحلوه، ولا عقداً إلا حلُّوه، ولا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم، ونبأ به سور غيّهم، وحتى يقوم الباكيان يبكيان، باكٍ يبكي لدينه، وباكٍ يبكي لدنياه، حتى يكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد من سيده، إذا شهد أطاعه، وإذا غاب اغتابه، وحتى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم بالله ظناً؛ فإن آتاكم الله العافية فاقبلوها، وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين).
  فهذه صفته # للقوم بحالهم التي هم عليها لا شك في ذلك ولا مرية، استحلوا محارم الله، وحلّوا عقده، وقتلوا ذرية نبيه ÷ وعمّ ظلمهم الأقطار، وطبّق الآفاق، {حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٥}[الأنعام].
  وروينا عن الحاكم أبي سعيد المحسن بن كرامة | بإسناده في الشجرة الملعونة في القرآن: أنهم بنو أمية، وفي قوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ٢٢}[محمد]، رويناه مسنداً أنها في بني أمية وبني العباس، وكل آية في كفار قريش رأسها بنو أمية.
  ومن قول النبي ÷: «شَرّ قبائل العرب بنو أمية، وبنو ثقيف، وبنو حنيفة»، وقال فيهم: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دُوَلاً(١) وعباد الله خولاً(٢)، ودين الله دخلاً(٣)»، وقد لعنه رسول الله ÷
(١) دُولاً جمع دولة بالضم، وهو ما يتداول من المال فيكون لقوم دون قوم. انتهى نهاية.
(٢) خولاً: الخول: حشم الرجل وأتباعه، واحدهم خايل، ويقع على العبد والأمة، وهو مأخوذ من التخويل: التمليك، وقيل من الرعاية، ومنه حديث أبي هريرة: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان عباد الله خولاً» أي: خدماً وعبيداً، يعني أنهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. انتهى من النهاية.
(٣) الدَخَل بالتحريك: العيب والغش والفساد، ومنه حديث أبي هريرة: «إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلاً، وعباد الله خولاً»، وحقيقته أن يُدْخلوا في الدين أموراً لم تَجْرِ بها السنة. انتهى من النهاية.