كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلام أمير المؤمنين (ع) في صفة معاوية وبني أمية]

صفحة 468 - الجزء 1

  لقد رمت بهم الأهوى في بحار الحتف والردى، اتخذوا الشيطان لأمرهم مُلاكاً⁣(⁣١)، واتخذهم له أشراكاً، فباض وفرخ في صدورهم، ودب ودرج في حجورهم، فنظر بأعينهم، ونطق بألسنتهم، فركب بهم الزلل، وزيّن لهم الخطل، فعل من قد شركه الشيطان في سلطانه، ونطق بالباطل على لسانه.

  أين هؤلاء ممن روينا فيهم من مجموع الفقه الذي تقدم ذكر إسناده عن زيد بن علي # عن آبائه، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ø ليلة أسري بي: من خلّفت على أمتك يا محمد؟ قال: قلت أنت يا رب أعلم، قال: يا محمد إني انتجبتك لرسالتي، واصطفيتك لنفسي، وأنت نبيي وخيرتي من خلقي، ثم الصديق الأكبر، الطاهر المطهر، الذي خلقته من طينتك، وجعلته وزيرك وأبا سبطيك الشهيدين السيدين الطاهرين المطهرين سيدي شباب أهل الجنة، وزوجته خير نساء العالمين، أنت شجرة وعلي أغصانها، وفاطمة ورقها، والحسن والحسين ثمارها، خلقتهما من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً، قلت: يا رب ومن الصديق الأكبر؟ قال: أخوك علي بن أبي طالب».

  قال: بشرني رسول الله ÷ بها، وابناي الحسن والحسين منها، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين⁣(⁣٢).

  فهذا هو الفضل المبين، والعطاء الثمين، والشرف المكين، أن يكون سنخ⁣(⁣٣)


(١) قوله: مُلاكاً، ملاك الأمر ويكسر: قوامه الذي يملك به.

(٢) قال ¦ في التعليق: ورواه محمد بن سليمان الكوفي بإسناده إلى الحارث، وعبد خير قالا: قال رسول الله ÷: «قال لي ربي ليلة أسري بي ... إلخ».

(٣) قوله: سنخ في حديث علي ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل؛ السنخ والأصل واحد، فلما اختلف اللفظان أضاف أحدهما إلى الآخر، والأولى أن يُحمل على العموم والخصوص بأن يراد الأول العموم وبالآخر الخصوص أي سنخ إنسان. انتهى نهاية. انتهى من إملاء الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي #.