[ذكر الخروج ببني الحسن (ع) لقتلهم]
  فلما وصل بهم إلى أبي جعفر كان بينهم وبينه ما يطول شرحه، من جملته قوله لعبدالله بن الحسن: ادن إلى هنا يا بن اللخناء(١)؛ فقال له عبدالله #: أي الفواطم تعني؟!
  وفي بعض الأيام كلمه فأعضّه(٢)، فقال عبدالله بن الحسن @: بأيتهنّ أعضّ، أبفاطمة بنت الحسين، أم بفاطمة بنت رسول الله ÷ أم بفاطمة بنت أسد؟!
  فقال: لا بأيتهنّ ولكن بالجرباء - والجرباء هذه امرأة من طي جدة لبعض جداته، فمال إليها لشناعة اسمها تلبيساً على السامعين، والأصل في ذلك أنها سُميت الجرباء لجمال رائع كان فيها، فما جلست إلى جنب امرأة إلا قامت عنها فراراً من جمالها؛ فما وجد شيئاً يميل إليه إلا هذا -.
  وقد روى ابن جرير، قال: قال عمرو حدثني عبدالله بن إسحاق بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، قال: حدثني أبو حرملة محمد بن عثمان مولى آل عمرو بن عثمان بن عفان، قال: حدثني أبو هبار المري، قال: لما حج أبو جعفر سنة أربعين، حج تلك السنة محمد وإبراهيم ابنا عبدالله بن الحسن وهما متغيبان، فاجتمعوا بمكة، وأرادا اغتيال أبي جعفر، فقال لهم الأشتر عبدالله بن محمد بن عبدالله: أنا أكفيكموه، فقال محمد: لا والله، لا أقتله غيلة حتى أدعوه، فنقض عليهم أمرهم ذلك، وكانوا قد أجمعوا عليه.
  فافرق بين أقوال الأئمة والجبابرة إن كنتَ من أهل الدين والبصيرة، كم بين من يعلم ما بينه وبين الملك ومصير الأمر إليه إلا الفتك فيخاف الله تعالى فيه
(١) قوله اللخناء: رجل ألخن وأمةٌ لخناء: لم يختنا، واللَخَن محركة قبح ريح الفرج والأرفاغ، وقبح الكلام. انتهى من القاموس. وفي شرحه: ومن شتم العرب بابن اللخناء كأنهم يقولون: يا دنيء الأصل، أو يا لئيم الأم، كما أشار إليه الراغب. انتهى.
(٢) في النهاية والقاموس: من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنّوا، أي قولوا له: اعضض أير أبيك، ولا تكنّوا عنه بالْهَنِ. انتهى رواية للحديث وتفسيراً له. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.