[ذكر الخروج ببني الحسن (ع) لقتلهم]
  روى ابن جرير في تاريخه، قال: سألت محمد بن جعفر بن محمد عن سبب قتل محمد بن عبدالله العثماني وجرمه ما هو؟ فقال: احتيج إلى رأسه لأن أهل خراسان هاجوا وكثر كلامهم في محمد بن عبدالله، وبعضهم كان قد عقد له البيعة، فأراد أبو جعفر أن يسكّن برأسه فورتهم، فقتله وقطع رأسه وأنفذه إلى خراسان، وأقسم بكل يمين وطلاق أن هذا رأس محمد بن عبدالله بن رسول الله ÷ لأن أمّه كانت فاطمة بنت الحسين $.
  فهل أئمة الهدى تقتل لأجل الحاجة إلى الرأس؟! وهل تسفك الدماء على هذه الصورة؟! ولقد صار الفقيه بمذهبه الواهي في حيرة، إن تولى آخر العترة سلخوا وجه مذهبه وعرّوا عوده من لحيه(١)، وإن تولى جعفر بن محمد وعبدالله بن الحسن وأهل بيته فقد أجمعوا على عداوة بني العباس وتخطيتهم، وإن قال إنما أريد الحسن والحسين @ وعلي بن الحسين والحسن بن الحسن نقض عليه ذلك حفظ الولاء لمعاوية ويزيد؛ فهو في مذهبه هذا كصاحب الثياب الخَلِقَةِ كلما خاطها من جانب تهتّك من جانب آخر، فنعوذ بالله من اعتقاد يؤدي إلى الحيرة في الدنيا والحسرة في الآخرة.
  وقد علمتَ - إن كنتَ تعلم وإلا فاسأل مَنْ يعلم، أو قِفْ على السير والآثار - أن كل قائم يقوم من أهل هذا البيت داعياً إلى الله سبحانه وتعالى تجتمع عليه الزيدية والمعتزلة، فهل تعلم لاجتماع الفريقين عليه إلا للاتفاق على القول بالعدل والتوحيد، وهو دين أقارب الرسول ÷ عموماً من عترته، وسائر أهل بيته من بني هاشم؛ لأنك لا تتمكن من المباهتة في عمرو بن عبيد أنه من كبار المعتزلة، ولا يمكن أحد(٢) إنكار حال أبي جعفر معه، وأنه لما سمع
(١) قشره، واللحا ككسا قشر الشجر. أفاده مختار الصحاح والقاموس والنهاية.
(٢) لفظ (أحد): مفعول به ليمكن، لكنه في الأم بلا ألف فلعلّه ضمّن يمكن يستطيع، أو على لغة ربيعة، وفي بعض النسخ: ولا تتمكن من إنكار فعل أبي جعفر معه ... إلخ. كتبه المفتقر إلى الله تعالى/مجدالدين بن محمد المؤيدي غفر الله لهما.