كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]

صفحة 521 - الجزء 1

  ثم عرّفه ما يريد منه، وأطلق له مالاً خطيراً، وقال: كل شيء تريده من المال بعد هذا فخذه وصيره إلى المدينة، فافتح بها دكّان عطار، وأظهر أنك من خراسان شيعة لعبدالله بن الحسن بن الحسن، وأنفق على أسبابه وأهد لهم وله ما يقربك منهم، وكاتبني مع ثقاتك بأنفاسهم، وتعرّف لي خبر ابنيه محمد وإبراهيم.

  فمضى جدي ففعل ذلك كله؛ فلما أخذ أبو جعفر عبدالله بن الحسن وإخوته جعل يقرع عبدالله على شيء من فعله وقوله، ويأتيه بما ظن عبدالله أنه ليس أحد يعلمه، فقال عبدالله لبعض ثقاته: من أين أُتِيْنَا؟ قال: من جهة العطار، قال: اللهم ابْله في نفسه وولده بما يكون نكالاً له وردعاً لغيره، وبلاء ليشتهر به. قال: فعمي جدي، وعمي بعده أبي وولده، وأنا على الحال التي ترون، وكذلك ولدي من دعاء عبدالله بن الحسن إلى يوم القيامة.

  فمن تكون هذه حاله عند الله ø كيف يجترئ من يوقن بالمعاد على الإقدام عليه؟! وقد كان فضله مشهوراً عند جميع المسلمين يعرفونه كما يعرفون أصول الدين، ولقد قيل لبشير الرحال: لم خرجت على أبي جعفر؟ قال: أدخلني ذات يوم بعض البيوت فنظرت إلى عبدالله بن الحسن مسموراً بالمسامير إلى الحائط فخررت مغشياً عليّ إعظاماً لما رأيتُ، وأعطيتُ الله عهداً لا اختلف عليه سيفان إلا كنت مع الذي عليه، وسمي بشير الرحال؛ لأنه كان يغزو عاماً ويحجّ عاماً، وكان من يضرب به المثل في الصلاح.

[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]

  ولما كان من أسر بني حسن ما كان ورد أبو جعفر موسى بن عبدالله من الربذة ليكون عيناً له على أخويه محمد وإبراهيم؛ لأنه لاشتغاله بأمرهما صار


= انتهى من القاموس. قوله: الرسول المراد به هنا في البيت الجمع؛ لأن فعولاً وفعيلاً يستوي فيهما المذكر والمؤنث، والواحد والجمع، ومنه قوله تعالى: {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦}⁣[الشعراء]، والمراد موسى وهارون. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.