كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام المهدي محمد بن عبدالله بن الحسن (ع)]

صفحة 523 - الجزء 1

  وخرج معه ولداه عبدالله ومحمد ابنا جعفر، وكان أوّل قتيل من المسودة الفجرة قَتَلاه واشتركا في قتله، وكان معه عيسى والحسين ابنا زيد، وكانت رايته مع الأفطس الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $.

  وخرج معه المنذر بن محمد بن عبدالله بن الزبير، وبايعه ابن أبي ذيب، وابن عجلان⁣(⁣١)، وخرج معه مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير، وابنه عبدالله بن مصعب، وأبو بكر بن أبي سبرة الفقيه الذي يروي عنه الواقدي، وفزع الناس إلى مالك بن أنس الأصبحي يستفتونه في بيعة محمد بن عبدالله والقيام معه فأفتاهم بوجوب ذلك عليهم. قالوا: ففي أعناقنا لأبي جعفر بيعة، قال: إنكم بايعتم مكرهين، وليس على مكره يمين فأسرع الناس إلى مبايعته وجرت بينه وبين أبي جعفر مراسلات يطول شرحها، وهي رسائل علمية مفيدة تركناها اختصاراً لظهورها.

  وكان أبو جعفر⁣(⁣٢) لا ينكر حق محمد بن عبدالله ولا يطمع في الأمر هو ولا


(١) هو محمد بن عجلان.

(٢) قال ¦ في التعليق: وكان أبو جعفر المنصور لعنه الله يسميه الخناق، والسبب: أنه لما أظهر المغيرة بن سعيد البجلي مقالة يستهوي بها الناس، وغلا في علي فوصل إلى أبي جعفر الصادق، وقال له: قل للناس إني أعلم الغيب، وأطعمك العراق، فزجره، فوصل إلى عبدالله بن محمد بن الحنفية، فقال له مثل ذلك، فوثب عليه وضربه، فسار إلى محمد بن عبدالله بن الحسن، فلم يجب عليه، فطمع فيه، وخرج من عنده وكان يشهد عند الناس أن محمد بن عبدالله هو المهدي الموعود به، فسار إلى العراق وادعى على محمد بن عبدالله أنه أذن له في خنق الناس، فكان أبو جعفر المنصور ينحل وينسب إلى محمد بن عبدالله ما يقوله المغيرة من الأمر بالخنق، ويسميه: الخناق. تمت.

قال أبو خالد الواسطي: لقيت محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن قبل ظهوره، فقلت: ياسيدي متى يكون هذا الأمر؟ فقال لي: ومايسرك منه يا أبا خالد؟ قلت: يا سيدي وكيف لا أسر بأمر يخزي به الله أعداءه، وينصر به أولياءه، فقال: يا أبا خالد إن امرأً مؤمناً لا يصبح حزيناً ويمسي حزيناً مما يعاين من أعمالهم إنه لمغبون مفتون. قال: قلت: يا سيدي إن المؤمن لكذلك، ولكن كيف بنا ونحن مقهورون مستضعفون خائفون لانستطيع لهم تغييراً. فقال: يا أبا خالد إذا كنتم كذلك، فلا تكونوا لهم جمعاً، وانفذوا من أرضهم)، رواه الإمام أبو طالب # في الأمالي، تمت تفريج، ورواه في مصابيح أبي العباس الحسني.