[ذكر ما ورد من الآثار في تحريم آلات اللهو والغناء]
  عنه، والله يا سيدي لقد أخطأت في قتله، ثم مدحه وأفرط، فقال الرشيد: قم عليك لعنة الله يابن اللخناء، فانصرف إلى أمه وقال: ذهبت نفسي؛ فلم يلبث الرشيد أن أمر ولد إبراهيم بقتله فدخل عليه فقطّعه بالسيف.
  فهل هذه فعال خلفاء الله في بلاده، وأمنائه على عباده، يا من يريد الدين أو التستر من أهله بثوب طاهر؟!
[ذكر ما ورد من الآثار في تحريم آلات اللهو والغناء]
  وهو الذي رتّبَ طبقات العيدان والزمر والملاهي، قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ}[لقمان: ٦]، ذكر أهل العلم من المفسرين أنه الغناء، وفي قصة أنه في فُرْتُنَا وصاحبتها اشتراهما بعض قريش ليشغل سفهاء قريش عن سماع القرآن.
  وبمثله فسر قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ٤٥}[المدثر]، يريد سماع اللهو، وقال تعالى: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}[العنكبوت: ٢٩]، وهو اللهو واللعب، وقيل: أشياء تضحك، وقيل: المعصية التي حكاها الله عنهم في قوله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}[المؤمنون: ١١٥]، والملاهي أقبح أنواع العبث؛ لأنه لا غرض فيها يُوفي على مشقتها، وقال تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا}[الأعراف: ٥١]، عن النبي ÷: «كل لهو الدنيا باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل لأهله، ومناضلته لقوسه، ورياضته لفرسه».
  وعن سهل بن سعد، عن النبي ÷: «يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ»(١)، فقيل: يا رسول الله: متى؟ قال: «إذا ظهرت المعازف والقيان،
(١) قال ¦ في التعليق: روى هذا الحديث محمد بن منصور المرادي في أمالي أحمد بن عيسى بسنده إلى عمران بن الحصين بلفظ: «وكثرت القيان ... إلخ». وكذا رواه المرشد بالله عن عمران بن الحصين كما في أماليه. ورواه طارق بن شهاب عن ابن مسعود قاله الموفق بالله في سلوة العارفين. وأخرجه الطبراني عن سهل بن سعد، وابن أبي الدنيا عن أنس، تمت جامع صغير. وفي الجامع =