كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام يحيى بن عبدالله (ع) على كتاب هارون]

صفحة 579 - الجزء 1

  لدوراً مس بالدولا ... ب حيث البيت ينفرج

  أَحَبّ إلي من دور ... بأست إذ همو ثَلجُوا

  فأقام الفضل بالموضع، وكاتب ملك الديلم، وجعل له ألف ألف درهم على أن يسهل خروج يحيى إلى ما قبله؛ فامتنع عليه ملك الديلم، فقال: لا أسلمه ولو أعطيتَ ملك الدنيا.

  فحمل الفضل إليه المال وما يجل ويعظم من الألطاف والهدايا، فاستمر على الامتناع، واشتدّ أمر يحيى وامتدت إليه الأعناق، وقد كان هارون أودع الفضل كتاباً إلى يحيى إن امتنع عليه جستان فيه الأمان بأوثق ما يدخل تحت الإمكان من الوثاق، وبذل له من المال ألف ألف، وألف ألف، وألف ألف، ومن القطائع ما أَحَبّ، وأن ينزله من البلاد ما شاء وحيث يشاء.

[جواب الإمام يحيى بن عبدالله (ع) على كتاب هارون]

  فكتب يحيى إلى هارون جواب كتابه: ، أما بعد فقد فهمتُ كتابك وما عرضتَ علي من الأمان على أن تبذل لي أموال المسلمين، وتُقْطعني ضياعهم التي جعلها الله لهم دوني ودونك، ولم يجعل لنا فيها نقيراً ولا فتيلاً، فاستعظمتُ الاستماع له فضلاً عن الركون إليه، واستوحشتُ منه تنزهاً عن قبوله؛ فاحبس عني أيها الإنسان مالك وأقطاعك وقضاء حوائجي فقد أدَّبَتْني أدباً ناقصاً - يعني أمه # - وولدتني عاقاً، فوالله لو أن من قُتل من أهلي تركاً⁣(⁣١) وديالم


(١) لعل الخبر محذوف أي يكونون أو نحوه، كما في قوله: إن حراسنا أسداً. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.

قال ¦ في التعليق: لعله كما قيل:

إن حراسنا أُسداً

ومثل الحديث: «إن قعر جهنم سبعين خريفاً» فَقُدِّرَ في البيت: تَلْقَاهُم؛ فأُسْداً حال، وخُرِّجَ الحديث على أن قعر: مصدر قَعَرْتُ البيرَ أي بلغت قعرها، وسبعين: ظرف متعلق بيكون هو خبر، وهو تام لا =