كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[جواب الإمام يحيى بن عبدالله (ع) على كتاب هارون]

صفحة 580 - الجزء 1

  على بعد أنسابهم مني وانقطاع رحمهم عني؛ لوجبت عليّ نصرتهم، والطلب بدمائهم؛ إذ كان منكم قتلهم ظلماً وعدواناً، والله لكم بالمرصاد لما ارتكبتم من ذلك، وكفى بالله جازياً ومعاقباً، وناصراً لأوليائه، ومنتقماً من أعدائه.

  وكيف لا أطلب بدمائهم، وأنام عن ثأرهم، والمقتول بالجوع والعطش والنكال، وضيق المحابس وثقل الأغلال، وترادف الأثقال، أبي عبدالله بن الحسن، الشيبة الزكية، والهمة السنية، والديانة المرضية، والخشية والبقية، شيخ الفواطم، وسيد أبناء هاشم طراً، وأرفع أهل عصره قدراً، وأكرم أهل بلاد الله فعلاً.

  ثم يتلوه إخوته وبنو أبيه، ثم إخوتي وبنو عمومتي، نجوم السماء وأوتاد الدنيا، وزينة الأرض وأمان الخلق، ومعدن الحكمة وينبوع العلم، وكهف المظلوم ومأوى الملهوف؛ ما منهم أحد إلا مَنْ لو أقسم على الله لبر قسمه؛ فما أنس من الأشياء فلا أنسى مصارعهم، وما حل بهم من سوء مقدرتكم، ولؤم ظفركم، وعظم إقدامكم، وقسوة قلوبكم؛ إذ جاوزتم قتلة من كفر بالله إفراطاً، وعذاب من عاند الله إسرافاً، ومثلة من جحد بالله عتواً.

  وكيف أنساه؟! وما أذكره ليلاً إلا أقضّ عليّ مضجعي، وأقلقني عن موضعي، ولا نهاراً إلا أمرَّ علي عيشي وقصر إلي نفسي، حتى لوددت أني أجد السبيل إلى الاستعانة بالسباع عليكم فضلاً عن الناس، وآخذ منكم حق الله


= ناقص [فيكون تقديره: إن قعر جهنم: أي بلوغ قعرها يكون - أي يحصل - سبعين خريفاً - أي في سبعين خريفاً، فقعر اسم إن، ويكون خبرها، وعلى هذا لا خَبَرَ ليكون؛ لأنها تامة، وسبعين ظرف منصوب بها. وعلى قوله | الآتي يُعرب سبعين خبر يكون واسمها مستتر عائد على قعر مع تقدير مضاف محذوف أي أزمان قعر. تمت محقق]، والبيت هو:

إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافاً إن حراسنا أسداً

وقائله: عمرو بن ربيعة على لسان محبوبته.

يقال: وما المانع من جعل يكون ناقصة، وسبعين خبرها بل هو الأولى، ويقدر كون الأصل: إن زمان قعر جهنم أي بلوغ. تمت كاتبه.