[خطبة الإمام يحيى بن عبدالله (ع) لما اجتمع بالذين جاءوا إلى جستان ليشهدوا عليه]
  فاستنقذكم من ظلمة الضلال إلى نور الهدى، وجلا غشاوة العمى عن أبصاركم بضياء مصابيح الحق، واستخرجكم من عمى بحور الكفر إلى جدَد(١) أرض الإيمان، وجمل برفقه ما انفتق من رتقكم، ورأب(٢) بيمينه ما انصدع من شعثكم(٣)، ولمّ بإصلاحه ما خرقت الأحقاد والجهل من قلوبكم.
  ثم اقتضب برمحه لكم الدنيا الصعبة فذلّت بعد عنَت، وأبسّها(٤) فأرزمت(٥) وتفاجَّت واجترت بعد ضرس ودرّت، ومرى(٦) ضرعها بيمن كفّه؛ فأحفلت(٧) أخلافها، وانبعثت أحاليبها، فرأمتكم(٨) كما ترأم النابُ المقلاة(٩) طلاها، فشربتم عللاً بعد نهل، وملأتم أسقيتكم فضلاً بعد اكتظاظ(١٠).
  وتركها ÷ تدور حولكم، وتلوذ بكم كما تلوذ الزحور(١١) بسقبها، فلما أقام أود(١٢) قناتكم بثقاف الحق، ورحض(١٣) بظهور الإسلام عن أبدانكم
(١) الجدد: الطريق الواضح المسلوك. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.
(٢) رأب الصدع كمنع: أصلحه. انتهى من القاموس.
(٣) الشعث محركة: انتشار الأمر. انتهى من القاموس.
(٤) البسُّ: السَّوْقُ اللين وزجر للإبل: ببس بس. انتهى من القاموس.
(٥) أرزمت الناقة: حنت على ولدها. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.
(٦) مرى الناقة يمريها: مسح ضرعها فأمرت هي دَرّ لبنها. أفاده القاموس.
(٧) فأحفلت: كثر لبنها. أفاده القاموس. وخلف الناقة: حلمة ضرعها أو طرفه أو هو للناقة كالضرع للشاة. أفاده القاموس.
(٨) رام الشيء كسمع أحبه وألفه، والناقة ولدها عطفت عليه ولزمته فهي رؤوم ورائمة ورائم. من القاموس.
(٩) المقلاة: التي لا يعيش لها ولد. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
وطَلاَها: ولدها، والطلا: ولد ذوات الطلق. من كلامه ¥.
(١٠) اكتظاظ: أي: امتلاء. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين المؤيدي #.
(١١) والزحور: الناقة القريبة العهد بالولادة. انتهى إملائه. والسقب: ولدها.
(١٢) الأود: العوج والثقاف تقويم المعوج، والقناة الرمح. تمت من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.
(١٣) رحضه كمنعه: غسله. من القاموس.