كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام الأمين العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 611 - الجزء 1

  أبطأ عليه موته أمر الفراشين من النصارى غموه في فرش حتى مات.

  وإسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ حبسه هارون فمات في حبسه.

  وعلى الجملة ما بقي من أهل بيت النبي ÷ فاضل إلا اغتاله أو جاهره فقتله، ولا يبحث إلا عن فضلائهم، ولا جُرْم للمقتول والمسموم إلا صلاحه وفضله؛ أفهكذا يكون خلفاء الأنبياء أيها الفقيه يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس؟!

[ذكر أيام الأمين العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ثم قام بالأمر بعده ولده الملقب بالأمين، وهو: محمد بن هارون، وأمه: زبيدة، وهي أمة الواحد، وزبيدة لقب، وقيل: أمة العزيز بنت جعفر بن أبي جعفر؛ ولم يتولّ الأمر منهم من أمه هاشمية غيره وباقيهم لصناجة⁣(⁣١) أو عوادة أو بقاقة⁣(⁣٢) أو بقارة كما يعلم ذلك أهل السير.


= في تاريخ بغداد (١٣/ ٣١)، والسمهودي في جواهر العقدين (ص ٣٦٩)].

وقال الخطيب: أنبأنا أبو العلا الواسطي، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا الحسين بن القاسم، حدثني أحمد بن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن صالح الأزدي، قال: (حج الرشيد فأتى قبر النبي ÷، ومعه موسى بن جعفر #، فقال: السلام عليك يارسول الله يا ابن عم افتخاراً على من حوله، فدنا موسى #، فقال: السلام عليك يا أبت، فتغير وجه الرشيد، وقال: هذا هو الفخر يا أبا الحسن) [روى ذلك السمهودي في الجواهر (ص ٣٦٩)].

وروي: (أن موسى بن جعفر # بعث إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نقضي جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء يخسر فيه المبطلون) تمت من النبلاء.

وذكر حج الرشيد إلى قوله: (هذا هو الفخر) ابن الأثير في تاريخه، وزاد فيه: (فحبسه الرشيد) ومثله رواه الخطيب، ورواه الكنجي من طريقته عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي بدون الزيادة.

(١) أي صاحبة صنج: شيء يتخذ من صفر يضرب أحدهما على الآخر، وآلة بأوتار يضرب بها (معرب). أفاده القاموس.

(٢) بقاق بالتخفيف، وبقاقة كثير الكلام، والهاء للمبالغة. انتهى مختار الصحاح.