[ذكر أيام المأمون العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  لواط الخليفة أعجوبة ... وأعجب منه خناث الوزير
  فهذا يدوس وهذا يداس ... كذاك لعمري اختلاف الأمور
  فلو يستعينان هذا بذاك ... لكانا بعرضة أمر ستير
  ولكن ذا لج في كوثر ... ولم يشف هذا دعاس الحمير
  فشنع فعلاهما منهما ... وصارا خلافاً كبول البعير
  وأعجب من ذا وذا أننا ... نبايع للطفل منّا الصغير
  ومن ليس يحسن مسح استه ... ولم يخل من بوله حجر ضير
  وما ذاك إلا بفضل وبكر ... يريدان نقض الكتاب المنير
  وما ذاك لولا اختلاف الزمان ... في العير يكتب أم في النفير
  ولكنها فتن كالجبال ... يرفع فيها بضبع الحقير(١)
  فانظر إلى حكاية حاله وما كان عليه، وما يقال ذلك إلا من خواصّهم وأوليائهم، ومن يريد تغطية أفعالهم.
[ذكر أيام المأمون العباسي ومن كان بإزائه من أهل البيت (ع)]
  ثم قام بالأمر بعده أخوه المأمون، وهو: عبدالله بن هارون، أمه: زباد عبسية تُدعى مراجل، بويع له يوم الأحد لخمس بقين من المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، ومات بالنديدون من أرض الروم لثمان خلون من رجب سنة ثمان عشرة ومائتين، وكان مؤثراً للَّذات على رأي سلفه، روى ذلك الطبري وغيره من أهل التواريخ، ورواه أهل السير إلا أنه كان سديد الرأي كامل الحزم.
  ولما عرض على القاضي أحمد بن أبي دؤاد ويحيى بن أكثم الشراب فامتنعا، قال:
(١) الضبع: العضد، والجمع أضباع كفرخ وأفراخ. انتهى مختار الصحاح.