[الإمام علي بن موسى الرضا (ع)]
[الإمام علي بن موسى الرضا (ع)]
  وممن قتل بالسم في أيامه علي بن موسى الرضا # يكنى أبا الحسن وقيل: أبا بكر، وأمه أم ولد، وكان نسيج وحده، ووحيد عصره علماً وفضلاً وكمالاً، واستدعاه المأمون في أيامه فلما وصله لم يعذره من عقد البيعة له، وكان المأمون وأولاده وأهل بيته وبنو هاشم أولَ من بايعه، ثم الناس على مراتبهم والأمراء والقواد وجميع الأجناد.
  وأعطى الناسَ المأمونُ عطاء واسعاً للبيعة، وضرب اسمه في السكة والطراز، وجعل له في الخطبة موضعاً فكان إذا بلغه الخطيب قال: اللهم صل على الإمام(١) الرضا علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سيد شباب أهل الجنة بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين؛ ثم يقول:
  ستةُ آباءٍ همو ما همُ ... هُمْ خير من يشرب صَوْبَ الغمام
  وقلبوا السواد إلى الخضرة، ومن لبس السواد مزق عليه في جميع الآفاق، وجعلوا كذلك كسوة البيت الحرام، ولم يزل يكسى الخضرة من أيام المأمون إلى أيام هذا القاعد ببغداد أبي العباس، ثم رد عليها كسوة السواد.
  ولم يزل علي بن موسى الرضا مع المأمون يعرف حقه ويدين ظاهراً بفضله وتعظيمه حال إقباله من خراسان إلى أن صار بطوس ثم دس عليه السم فقتله، ولم يختلف في قتله بالسم، وإنما اختلف في الكيفية؛ فقيل: ناوله إياه في عنب، وقيل: إن الرضا # اعتل علة خفيفة وكان يأمرهم بشرب الدواء، فقيل: أمرهم بتأخر إطعامه وأتى فسألهم: هل أكل شيئاً؟ قالوا: لا، فأظهر غضباً
(١) ظاهر كلام الإمام أن البيعة للرضا كانت بالإمامة، والذي يفيده الطبري وأبو الفرج أنها بولاية العهد. انتهى من الإمام الحجة/مجدالدين بن محمد المؤيدي #.