ذكر أيام المعتصم، ومن كان بإزائه من العترة الطاهرة (ع):
  أحد؛ ثم أتبعه حتى أورده بغداد على المعتصم.
  فقال إبراهيم بن غسان: وقد كان آل طاهر عرضوا على محمد بن القاسم # كل مال نفيس من مال وجوهر وغير ذلك فلم يقبل إلا مصحفاً جامعاً كان لعبدالله بن طاهر فلما قبله سر عبدالله بذلك، وإنما قبله ليتذكر فيه.
  قال: وما رأيت قط أشد اجتهاداً من محمد بن القاسم # ولا أعف ولا أكثر ذكراً لله مع شدة نفس واجتماع قلب، ما ظهر منه جزع ولا انكسار ولا خضوع في الشدائد التي مرت به.
  فإنهم ما رأوه قط لا مازحاً ولا ضاحكاً إلا مرة واحدة؛ فإنهم لما انحدروا من عقبة حلوان أراد الركوب فجاء بعض أصحاب إبراهيم بن غسان فطأطأ له ظهره حتى ركب في المحمل على البغل فلما استوى في المحمل - رحمة الله عليه - قال للذي حمله على ظهره مازحاً: تأخذ أرزاق بني العباس وتخدم بني علي بن أبي طالب وتبسم.
  وكان يقال للرجل محمد بن الشعراني، وكان من شيعة ولد العباس الخراسانية، فقال له: جعلت فداك ولد علي وولد العباس عندي سواءٌ؛ فما سمعناه مزح ولا رأيناه تبسم قبل ذلك ولا بعده، ولا رأيناه أظهر غماً من شيء جرى عليه إلا يوم ورد علينا كتاب المعتصم، وقد وردنا بالنهروان، فكتبنا إليه بالخبر واستأذناه في الدخول به فورد علينا كتابه يأمرنا أن نأخذ جلال القبة ونسير به مكشوفاً، وإذا ورد النهرين أن نأخذ عمامته وندخله بغداد حاسراً، وذلك قبل أن يبني سر من رأى.
  فلما أردنا الرحيل به من النهروان نزعنا جلال القبة فسَأَلَنَا عن السبب في ذلك؛ فأخبرناه، فاغتم بذلك، ولما صرنا بالنهرين قلت: يا أبا جعفر انزع عمامتك فإن أمير المؤمنين أمر أن تدخل حاسراً؛ فرمى بها إلي ودخل الشماسية في يوم النيروز وذلك في سنة تسع عشرة ومائتين وهو في القبة وهي مكشوفة وهو