[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  أأرديتموا يحيى ولم يُطْوَ أيْطَلٌ ... طراداً ولم يدبر من الخيل منسج(١)
  تأتت لكم فيه منى السوء منية ... وذاك لكم بالغيّ أغرى وألهج(٢)
  تمدون في طغيانكم وضلالكم ... ويستدرج المغرور منكم فيدرج
  اجنوا بني العباس من شنآنكم ... وشدوا على ما في العياب وأشرجوا(٣)
  وخلوا ولاة السوء عنكم وغيّهم ... فأحرِ بهم أن يغرقوا حيث لججوا
  نذارِ لكم أن يرجع الحق راجع ... إلى أهله يوماً فتشجوا كما شجوا(٤)
  على حين لا عُذرى لمعتذريكمُ ... ولا لكمو من حجة الله مخرج(٥)
  فلا تلقحوا الآن الضغائن بينكم ... وبينهمو إن اللواقح تنتج(٦)
  غررتم إذا صدقتمو أن حالة ... تدوم لكم والدهر لونان أخرج(٧)
  لعل لهم في منطوى الغيب ثائرا ... سيسمو لكم والصبح في الليل مولج
  بمجر تضيق الأرض من زفراته ... له زجل ينفي الوحوش وهزمج(٨)
  إذا شيمّ بالأبصار أبرق بيضه ... بوارق لا يسطِيْعُهُنَّ المحمِج(٩)
(١) الأيطل: الخاصرة. والطراد: حمل الفرسان بعضهم على بعض. والمنسج: ما بين العرف وموضع اللبد.
(٢) منى: جمع منية.
(٣) اجنوا: استروا. الشنآن: البغض. والعياب: جمع عيبة وهي ما يجعل فيه المتاع. والإشراج: شد الخريطة.
(٤) نذار: اسم فعل. والشجا: الحزن.
(٥) عذرى: العذرى والعذر بمعنى.
(٦) تنتج: يقال: نتجت الناقة تنتج إذا ولدت، جعل الضغائن كالإبل إذا ألقحت ولدت.
(٧) أخرج، يقال: ظليم أخرج: إذا كان ذا لونين أسود وأبيض.
(٨) بمجر: المجر الجيش العظيم. والزجل: الجلبة وارتفاع الصوت. ينفي الوحوش: يطردها. والهزمج: اختلاط الأصوات.
(٩) شيم: نظر. أبرق: أتا ببرقة. والبيض: ما يلبس من الحديد على الرأس في الحرب. بوارق: أي ذوات =