كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 700 - الجزء 1

  أأرديتموا يحيى ولم يُطْوَ أيْطَلٌ ... طراداً ولم يدبر من الخيل منسج⁣(⁣١)

  تأتت لكم فيه منى السوء منية ... وذاك لكم بالغيّ أغرى وألهج⁣(⁣٢)

  تمدون في طغيانكم وضلالكم ... ويستدرج المغرور منكم فيدرج

  اجنوا بني العباس من شنآنكم ... وشدوا على ما في العياب وأشرجوا⁣(⁣٣)

  وخلوا ولاة السوء عنكم وغيّهم ... فأحرِ بهم أن يغرقوا حيث لججوا

  نذارِ لكم أن يرجع الحق راجع ... إلى أهله يوماً فتشجوا كما شجوا⁣(⁣٤)

  على حين لا عُذرى لمعتذريكمُ ... ولا لكمو من حجة الله مخرج⁣(⁣٥)

  فلا تلقحوا الآن الضغائن بينكم ... وبينهمو إن اللواقح تنتج⁣(⁣٦)

  غررتم إذا صدقتمو أن حالة ... تدوم لكم والدهر لونان أخرج⁣(⁣٧)

  لعل لهم في منطوى الغيب ثائرا ... سيسمو لكم والصبح في الليل مولج

  بمجر تضيق الأرض من زفراته ... له زجل ينفي الوحوش وهزمج⁣(⁣٨)

  إذا شيمّ بالأبصار أبرق بيضه ... بوارق لا يسطِيْعُهُنَّ المحمِج⁣(⁣٩)


(١) الأيطل: الخاصرة. والطراد: حمل الفرسان بعضهم على بعض. والمنسج: ما بين العرف وموضع اللبد.

(٢) منى: جمع منية.

(٣) اجنوا: استروا. الشنآن: البغض. والعياب: جمع عيبة وهي ما يجعل فيه المتاع. والإشراج: شد الخريطة.

(٤) نذار: اسم فعل. والشجا: الحزن.

(٥) عذرى: العذرى والعذر بمعنى.

(٦) تنتج: يقال: نتجت الناقة تنتج إذا ولدت، جعل الضغائن كالإبل إذا ألقحت ولدت.

(٧) أخرج، يقال: ظليم أخرج: إذا كان ذا لونين أسود وأبيض.

(٨) بمجر: المجر الجيش العظيم. والزجل: الجلبة وارتفاع الصوت. ينفي الوحوش: يطردها. والهزمج: اختلاط الأصوات.

(٩) شيم: نظر. أبرق: أتا ببرقة. والبيض: ما يلبس من الحديد على الرأس في الحرب. بوارق: أي ذوات =