كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 701 - الجزء 1

  توامضه شمس الضحى فكأنما ... يرى البحر في أعراضه يتموج

  له وقدة بين السماء وبينه ... تلم به الطير العوافي فتهزج⁣(⁣١)

  إذا كرَّ في أعراضه الطَّرف أعرضت ... حراج تحار العين فيه فتحرج⁣(⁣٢)

  تؤيده ركنان ثبتان رجلة ... وخيل كأرسال الجراد وأوثج⁣(⁣٣)

  عليها رجال كالليوث بسالة ... بأمثالهم يثنى الأبي فيعنج⁣(⁣٤)

  تدانوا فما للنقع فيهم خصاصة ... تُنَفسه عن خيله حين ترهج⁣(⁣٥)

  فلو حصبتهم بالفضاء سحابة ... لظل عليهم حصبها يتدحرج⁣(⁣٦)

  كأن الزُّجاج اللهذميات فيهمو ... فتيل بأطراف الرديني يسرج⁣(⁣٧)

  يود الذي لاقوه أن سلاحه ... هنالك خلخال عليه ودملج⁣(⁣٨)

  فيدرك ثأر الله أنصار دينه ... ولله أوس آخرون وخزرج


= بريق ولمعان. لا يسطيعهن المحمج: أي لا يقدر على مقاومتها من يحدق نظره فيها لشدة لمعانها.

(١) وقدة: الوقدة شدة الحر. ولعل المراد بالعوافي الكثيرة كما فسر قوله تعالى: {حَتَّى عَفَوْا}⁣[الأعراف: ٩٥]، أي كثروا.

(٢) كر: أي أجيل. أعراضه: أعاليه. الطرف: البصر. أعرضت: اعترضت له وظهرت. والحراج جمع حرجة، وهو: مجتمع الشجر فتحرج يقال: حرجت عينه تحرج حرجاً إذا لم تستطع أن تطرف.

(٣) الرجلة: جمع راجل وهو الماشي. والأرسال: جمع رسل وهو القطيع. وأوثج: أفعل تفضيل من وثج ككرم بمعنى كثف.

(٤) يثنى الأبي: أي يرد الشجاع الممتنع على مقاتلته. ويعنج: من عنج البعير جذبه بخطامه حتى رفعه وهو راكب عليه.

(٥) تدانوا: تقاربوا. والنقع: الغبار. والخصاصة: الفرجة. تنفسه: تكشفه. ترهج: تثير الغبار.

(٦) حصبها: بردها الذي ترمي به.

(٧) الزجاج: جمع زج وهو الحديدة التي تركب في أسفل الرمح. واللهذميات: الرماح المركب فيها اللهاذم، واللهذم: السنان القاطع. الرديني: الرمح نسبة إلى ردينة. والمسرج: الموقد.

(٨) الدملج: حلية تلبس في العضد.