[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  ويظعن خوف السبي بعد إقامة ... ظعائن لم يضرب عليهن هودج
  ويقضي إمام الحق فيهم قضاءه ... تماماً وما كل الحوامل تخدج(١)
  وقد كان في يحيى مُذَمِّرُ خطة ... وناتجها لو كان في الأمر منتج(٢)
  هنالكمو يشفى تبيغ بغيكم ... إذا ظلت الأوداج بالسيف تودج(٣)
  محضتكمو نصحي وإني بعدها ... لأعنق فيما ساءكم وأهملج(٤)
  صهٍ لا تهادوا غرة البغي بينكم ... كما يتهادى شعلة النار عرفج(٥)
  أفي الحق أن يمسوا خماصاً وأنتمو ... يكاد أخوكم بطنهُ يتبعج(٦)
  وتمشون مختالين في حجراتكم ... ثقال الخطا أكفالكم تترجرج
  وليدهمو بادي الطوى ووليدكم ... من الريف ريان العظام خدلّج(٧)
  تذودونهم عن حوضهم بسلاحهم ... ويشرع فيه أرتبين وأثلج(٨)
  فقد ألجمتهم خيفة القتل منكمو ... وبالقوم حاج في الحيازيم حوَّج(٩)
(١) تخدج: تأتي به ناقصاً.
(٢) يحيى: يريد أن يحيى كان خبيراً بالأمور يعرف كيف يصرفها لو أتيح له ذلك ولم يُعَاجَل بالقتل.
(٣) تبيغ: التبيغ ثوران الدم. تودج: يقطع ودجها وهو عرق في العنق إذا قطع مات صاحبه.
(٤) محضتكمو نصحي: أي أخلصت لكم نصيحتي. لأعنق: أي لأسير سيراً سريعاً واسع الخطا. وأهملج: أحسن السير مسرعاً.
(٥) صهٍ: اسم فعل بمعنى اسكت. غرة البغي: أي لأجل غرور البغي. والعرفج: نبات سريع الالتهاب.
(٦) يتبعج: يتشقق، والبطنة: امتلاء البطن من الطعام والشراب.
(٧) بادي الطوى: ظاهر الجوع. والريف: السعة في المأكل والمشرب. ريان العظام: كناية عن البدانة. والخدلج: الممتلئ الذراعين والساقين.
(٨) يشرع فيه: يشرب منه. ولعل أرتبين: اسم علم. ولعل أثلج هنا أيضاً كذلك اسم علم.
(٩) الحاج: جمع حاجة. والحيازيم جمع حيزوم وهو الصدر. والحوج: جمع حائجة أي شديدة.