كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]

صفحة 702 - الجزء 1

  ويظعن خوف السبي بعد إقامة ... ظعائن لم يضرب عليهن هودج

  ويقضي إمام الحق فيهم قضاءه ... تماماً وما كل الحوامل تخدج⁣(⁣١)

  وقد كان في يحيى مُذَمِّرُ خطة ... وناتجها لو كان في الأمر منتج⁣(⁣٢)

  هنالكمو يشفى تبيغ بغيكم ... إذا ظلت الأوداج بالسيف تودج⁣(⁣٣)

  محضتكمو نصحي وإني بعدها ... لأعنق فيما ساءكم وأهملج⁣(⁣٤)

  صهٍ لا تهادوا غرة البغي بينكم ... كما يتهادى شعلة النار عرفج⁣(⁣٥)

  أفي الحق أن يمسوا خماصاً وأنتمو ... يكاد أخوكم بطنهُ يتبعج⁣(⁣٦)

  وتمشون مختالين في حجراتكم ... ثقال الخطا أكفالكم تترجرج

  وليدهمو بادي الطوى ووليدكم ... من الريف ريان العظام خدلّج⁣(⁣٧)

  تذودونهم عن حوضهم بسلاحهم ... ويشرع فيه أرتبين وأثلج⁣(⁣٨)

  فقد ألجمتهم خيفة القتل منكمو ... وبالقوم حاج في الحيازيم حوَّج⁣(⁣٩)


(١) تخدج: تأتي به ناقصاً.

(٢) يحيى: يريد أن يحيى كان خبيراً بالأمور يعرف كيف يصرفها لو أتيح له ذلك ولم يُعَاجَل بالقتل.

(٣) تبيغ: التبيغ ثوران الدم. تودج: يقطع ودجها وهو عرق في العنق إذا قطع مات صاحبه.

(٤) محضتكمو نصحي: أي أخلصت لكم نصيحتي. لأعنق: أي لأسير سيراً سريعاً واسع الخطا. وأهملج: أحسن السير مسرعاً.

(٥) صهٍ: اسم فعل بمعنى اسكت. غرة البغي: أي لأجل غرور البغي. والعرفج: نبات سريع الالتهاب.

(٦) يتبعج: يتشقق، والبطنة: امتلاء البطن من الطعام والشراب.

(٧) بادي الطوى: ظاهر الجوع. والريف: السعة في المأكل والمشرب. ريان العظام: كناية عن البدانة. والخدلج: الممتلئ الذراعين والساقين.

(٨) يشرع فيه: يشرب منه. ولعل أرتبين: اسم علم. ولعل أثلج هنا أيضاً كذلك اسم علم.

(٩) الحاج: جمع حاجة. والحيازيم جمع حيزوم وهو الصدر. والحوج: جمع حائجة أي شديدة.