[ذكر بعض مما رثي به الإمام يحيى بن عمر (ع)]
  بنفسي الأولى كظتهموا حسراتكم ... فقد علزوا قبل الممات وحشرجوا(١)
  فلم تقنعوا حتى استثارت قبورهم ... كلابكمو منها بهيم وديزج(٢)
  وعيرتموهم بالسواد ولم يزل ... من العرب الأمحاض أخضر أدعج(٣)
  ولكنكم زرق تزين وجوهكم ... بني الروم ألوان من الروم نُعَّج(٤)
  لئن لم يكن بالهاشميين عاهة ... لما شكلكم تالله إلا المعلهج(٥)
  بآية أن لا يبرح المرء منكمو ... يتل على حر الجبين فيعفج(٦)
  يبيت إذا الصهباء روت مشاشه ... يساوره علج من الروم أعلج(٧)
  فيطعنه في سبة السوء طعنة ... يقوم لها من تحته وهو أفحج(٨)
  لذاك بني العباس يصبر مثلكم ... ويصبر للموت الكمي المدجج
  فهل عاهة إلا كهذا وأنكم ... لأكذب مسؤول عن الحق يلهج(٩)
  فلا تجلسوا وسط المجالس حسراً ... ولا تركبوا إلا ركائب تحدج(١٠)
(١) علزوا: جزعوا جزعاً شديداً يقال: علز المريض إذا أصابه قلق وهلع.
(٢) استثارت: نبشت. والبهيم: الأسود. والديزج: (معرب) وهو: ما له لون بين لونين، وهو الذي كان نبش قبر الحسين.
(٣) الأمحاض: الخلص. وأخضر: يعني أسمر. والمراد بالأدعج هنا: السمرة الخالصة.
(٤) النعج: جماع ناعج يقال: نعج اللون ينعج نعجاً: إذا خلص بياضه.
(٥) المعلهج: المولد بين جنسين.
(٦) يعفج من عفج جاريته: أي جامعها.
(٧) مشاشه: المشاش أطراف العظام اللينة.
(٨) الأفحج: المتباعد ما بين الرجلين.
(٩) يلهج من اللهجة، وهي: زخرفة الكلام.
(١٠) تحدج: يشد عليها الحدج وهو من مراكب النساء.