كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر أيام المعتمد العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]

صفحة 712 - الجزء 1

  وكان المهتدي عندهم معدوداً من شجعانهم وذوي بأسهم؛ فلما حارب وانهزم ألقى السيف من يده واستسلم إلى قاتليه، أين هو من ليوث الملاحم من أبناء فاطم؟! الذين قدمنا ذكرهم، وسيأتي ذكر من تأخر؛ فليميز العاقل بين الفريقين أيهما أولى بالخلافة، وأحق بالإمامة ووراثة النبوة لا محالة؟

  وفي أيام المهتدي نجم الناجم بالبصرة علي بن محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ولسنا نذكر شيئاً من أمره؛ لأنا لم نرض طريقته، وإن كان والحمد لله أفضل من أفاضلهم بكثير؛ لأنه كان يقتل على الكبائر ويقول: من قطع فريضة من فرائض الله كفر ويقتل في شرب الخمر وفي كل معصية، وقد نال منهم منالاً عظيماً؛ فأحصيت القتلى من جند بني العباس في أيامه مائتي ألف قتيل، وخمسين ألف قتيل.

  وكان للنصف من شوال سنة ست وخمسين ومائتين، قيامه في نخيل البصرة بأمر ضعيف فكان قوياً بعد ذلك، وأقام ست عشرة سنة فملك البصرة والأهواز والأيلة وواسط.

[ذكر أيام المعتمد العباسي ومن بإزائه من أهل البيت (ع)]

  ولما تولى الأمر الملقب بالمعتمد على الله واسمه أحمد وكنيته أبو العباس وقيل أبو جعفر، وأبوه: جعفر المتوكل، وأمه: أم ولد يقال لها قينان. وبويع له لأربع عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة ست وخمسين ومائتين.

  وكان مقبلاً على اللذات مشغولاً عن التدبير بالشهوات، وكان المتصرف في أمر الرعية أخوه أبو أحمد طلحة وعقد له الخلافة بعده ولقبه الموفق بالله، فهو الذي كان يورد ويصدر عن رأيه بل كان هو المتولي للحروب.

  وفي أيامه وقع الهلاك على الجنود العباسية على يدي الناجم بالبصرة، وفي أيامه قام من الذرية الزكية أحمد بن محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أمه: من الأنصار من أولاد عثمان بن