[ترجمة الحسن بن محمد بن الحنفية وأخيه عبدالله]
  استرجعوها، قال: فلحقناهم بدجج ولحمان وما يصطبغ به من حصرم وغيره، فتناولوا الأمتعة وردوا اللحمان إلينا بحالها؛ فسألنا الموالي عن سبب ردها؟ فقالوا: إنه يقول بلغني أن الغالب على أهل البلد التشبيه والجبر فلم آمن أن تكون من ذبائحهم، فقد سمعت أن أهلنا بهذا البلد لا يتوقون ذبائحهم، وكان # يحرم ذبائح المجبرة والقدرية والمشبهة والمرجئة، وكان يكفرهم بهذه الاعتقادات لإلحادهم في أسماء الله تعالى وإضافة القبيح إليه تعالى.
  وإذا طلع ظهر فرسه لم تقم له قائمة، وكان معه ذو الفقار سيف جده علي بن أبي طالب، وهجم عليه العدو بريدة فانهزم عنه أجناده فثبت في وجه عدوه في عدة يسيرة من أصحابه، ولما رأى من انهزم عنه ثباته ونكايته في عدوه عطفوا وحمل فقتلهم مقتلة عظيمة، وقال في ذلك اليوم:
  الله يشهد لي وكل مثقف ... بالصبر والإبلاء والإقدام
  حقاً ويشهد ذو الفقار بأنني ... أرويت حديه نجيع طغام
  علاًّ ونهلاً في المواقف كلها ... طلباً بثأر الدين والإسلام
  حتى تذكر ذو الفقار مواقفاً ... من ذي الأيادي السيد القمقام(١)
  جدي علي ذي الفضائل والنهى ... سيف الإله وكاسر الأصنام
  وفتح صعدة ونجران وخيوان وصنعاء وذماروحيسان وبعث عماله إلى عدن، ودوخ ملوك اليمن، وطرد جند بني العباس من الجفاتم وأنصارهم من صنعاء ومخاليف اليمن، ونزل إلى تهامة بعد أيمان ملوكها على طاعته فغدروا به فقتلوا طائفة من جنده وبقي في عدة يسيرة فاستنصف بها من عدوه وقتلهم قتلة عظيمة.
  ولما ظهر ابن فضل الملعون القرمطي باليمن وأظهر دين المجوسية والكفر
(١) القمقام بالفتح ويضم: السيد، والأمر العظيم، والبحر. أفاده القاموس.