[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]
[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]
  وعاصره في أيامه: الناصر لدين الله الإمام أمير المؤمنين الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ ولم يكن في عصره مثله شجاعة وعلماً وورعاً وزهداً وكرماً وفضلاً.
  وله تصانيف كثيرة في العلوم، وكان جامعاً لعلم القرآن والكلام والفقه والحديث والأدب والأخبار واللغة، جيد الشعر مليح النوادر مفيد المجالس، وكان أبو عبدالله الوليد القاضي يلزم مجلسه ويعلق جميع ما سمع منه من أنواع الفوائد في فنون العلم؛ فجمع في ذلك كتاباً سماه (ألفاظ الناصر) ومن نظر فيه عرف بلوغه في أنواع العلم ما ذكرناه من غير أن يحتاج إلى نظر فيما سواه، وكان له مجلس للنظر، ومجلس لإملاء الحديث.
  وكان يركب إلى طرف البلد ويضرب بالصولجان للرياضة، فإذا ركب اجتمع فقهاء البلد وأهل العلم كلهم إلى المصلى وجلسوا فيه فإذا فرغ من ذلك عدل إليهم وجلس وأملى الحديث.
  وكان يحضر جنائز الأشراف وكبار الفقهاء بنفسه، ولما حضر معزى بعض الأشراف فلما سمع البكاء من داره، قال: هذا الميت الذي يُبْكَى مات حتف أنفه على فراشه وبين أهله وعشيرته، وإنما الأسف على أولئك النفوس الطاهرة التي قتلت تحت أديم السماء وفرق بين الأجساد والرؤوس، وعلى الذين قتلوا في الحبوس والقيود والكبول، وخطب في هذا المعنى خطبة بليغة.
  وله تصانيف كثيرة في أنواع العلم: ككتاب البساط، وكتاب المغني، وكتاب المسفر، وغيرها من كتب الأصول والفروع، وكان منقطعاً في عبادة الباري سبحانه وتعالى، ودعا إلى الله أحسن الدعاء فأجابه الجيل والديلم إلى عبادة الله، ونزعوا من عبادة الأصنام والنيران.
  ولما فتح آمل خطب خطبة بليغة، ذكر فيها دخوله بلاد الجيل والديلم، فقال: