كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]

صفحة 738 - الجزء 1

  دخلت بلاد الجيل والديلم وهم كفرة يعبدون الحجر والشجر فلم أزل أدعوهم إلى الله ø حتى أقبلوا إلى الدين إقبالاً، واسترسلوا إليه أرسالاً، وناظروا على العدل والتوحيد مستبصرين، ونابذوا عنهما مجدين، وحاربوا الآباء والأبناء في الله يرون القتل إذا كانوا بين يدي سعادة، والحياة شقاوة.

  ولو وجدت منهم ألفي جريح ما وجدت جراحتهم إلا في وجوههم وأقدامهم حياء من الله تعالى أن يولوا الأدبار، ولو وجد أحدهم ألف دينار لرفعها على رأس مزراقه وعرفها حتى يجيء صاحبها، ثم قال فيها: فآمن على يدي منهم زهاء مائتي ألف مقاتل سوى النساء والصبيان.

  وذكر مصنف أخباره أن الذين أسلموا على يديه بلغوا: ألف ألف نسمة، وحديثهم وإيمانهم على يديه مأثور عن النبي ÷ معروف عند آل الرسول ÷، وقيل ليحيى بن عبدالله #: لم اخترت بلاد الديلم من بين البلدان؟ فقال: إن للديلم معنا خرجة فرجوت أن تكون معي؛ فكانت مع الناصر #(⁣١).

  وكان الناصر # يقول: لا أتسلى إلا بكتابين من كتب الله ø، أحدهما: القرآن لما فيه من تسلية لأبينا محمد ÷ بما كابده السلف الصالحون من الأنبياء المتقدمين والرسل الطاهرين - À أجمعين -.

  والثاني: كتاب دانيال النبي - صلى الله عليه - لما فيه أن الشيخ الأصم يخرج في بلد يقال لها ديلمان ويكابد من أصحابه وأعدائه جميعاً ما لا يقدر قدره، ولكن عاقبته محمودة.

  وكان جامعاً للعلوم، وقرأ من كتب الله ø ثلاثة عشر كتاباً، منها: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، وباقيها من الصحف؛ ولما غلظ أمره # وغلب جستان على الجيل والديلم بعد وقعات كثيرة كانت اليد له # فيها على جستان،


(١) قال ¦ في التعليق: قال علي #: (وإن لآل محمد بالطالقان لكنز سيظهره إذا شاء دعاؤه حق يقوم بإذن الله، فيدعو إلى دين الله) قاله ابن أبي الحديد |.