كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]

صفحة 739 - الجزء 1

  ودخل جستان بعد ذلك في طاعته وبايعه مع جميع أولاده وقواده، وقال # في ذلك قصيدة أولها:

  ولما رأيت اعتداء العباد ... وإظهارهم كل ما لا يحلْ

  وعقد الإمامة للفاسقين ... وكل ظلوم ضلول مضل

  وخمس ذوي الخمس ما بينهم ... للهو لهم دولة مبتذل

  وكان لهم علل من دماء ... بني المصطفى بعد ورد النَهَل

  نهضت ولم أبتئس بالذي ... من الأهل أو غيرهم قد خذل

  لتجديد دين الإله الذي ... أراه بجور الورى قد شمل

  على الله في كل ما قد أروم ... وأسعى لإصلاحه أتَّكِل

  وما الله عن خلقه غافل ... ولا الله عن خلقه قد غفل

  وهي طويلة وفيها يقول:

  وجستان أعطى مواثيقه ... وأيمانه طائعاً في الحفل

  وليس يُظن به في الأمور ... إلا الوفاء بما قد بذل

  وإخوته وثقوا عهدهم ... وقواده رجل عن رجل

  وما في مودتهم شبهة ... ولا في وفائهمو من خلل

  فمن هَمَّ منهم بنقض العهود ... ففي عون ربك منه بدل

  فقد يحمل المرء ما لا تطيق ... السماء احتمالاً له والجبل

  فإني لآمل بالديلمين ... حروباً كبدر ويوم الجمل

  حروباً ترى عندها الوالدات ... بأولادهن سماحاً ذهل

  تشيب الغلام وتجلي الظلام ... وتبدي حجول ذوات الحجل

  همو الأسد حين تطير القلوب ... وتبدي نيوب حروب العضل