كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[الإمام الناصر لدين الله الحسن بن علي الأطروش (ع)]

صفحة 740 - الجزء 1

  ولما انتظم له أمر الجيل والديلم وانقطع النزاع وجبيت له الأموال، وأظهر فيهم معالم الدين وعلمهم شرائعه، واحتفل # لفتح آمل، واتصل بأحمد بن إسماعيل خبره في قوته وظهوره واجتماع الجيل والديلم على طاعته، وأنه يريد قصد طبرستان، وجه إلى آمل عساكر وكتب إلى محمد بن علي المعروف بـ (صعلوك) بورود آمل والري ومحاربته؛ فوردوا، وبلغ عدد الجماعة أكثر من ثلاثين ألفاً، وانضم إليه من أهل آمل وحشوهم وطغامهم عدد كثير، وكل يوم يركبون في المراكب على طريقة الغزاة ويستنفرون الناس إلى حربه # وقضاتهم يفتونهم بذلك، وخرجوا بأجمعهم إلى شالوس.

  وأقبل الناصر # بعساكره من الجيل والديلم، ولم يكن لهم من آلات الحرب ما كان للخراسانية، فالتقوا في موضع بين وارق وشالوس يعرف بنورود على ساحل البحر، ووقع القتال هنالك.

  فأوقع ¥ في الخراسانية ومنحه الله أكتافهم ونصره الله عليهم، فانهزموا أقبح هزيمة وقتلوا شر قتلة؛ فبلغ عدد المقتولين في المعركة عشرين ألفاً بين مقتول بالسلاح وغريق في البحر؛ كانوا إذا ثبتوا أخذهم السلاح فإذا انهزموا غرقوا في البحر، وتحصن منهم نحو خمسة آلاف رجل في قلعة شالوس مع أميرهم يعرف بأبي الوفاء، وسألوا الناصر # فأمنهم، ومضى لوجهه بعسكره لاحقاً للمنهزمين متوجهاً إلى آمل.

  وكان الداعي إلى الله الحسن بن القاسم # غاب في تلك الحال متتبعاً لفلول المنهزمين وجاوز شالوس مسافة بعيدة، ثم عاد ليلحق الناصر # فأتى وقد نزل المنهزمون من القلعة فسأل عن شأنهم، فقال بعض الناس: آمنهم الناصر، فقال لم أسمع ولا صح عندي، ثم وضع الرايات فيهم فقتلهم من عند آخرهم لم يفلت منهم نافخ ضرمة.

  ولما دنا من آمل تلقاه فقهاؤها وقراؤها وصلحاء أهلها على وجل فاعتذروا