كتاب الشافي،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ذكر شيء من ورع واحتياط وشجاعة الإمام المؤيد بالله (ع)]

صفحة 784 - الجزء 1

  لقد خابت ظنوني عند قوم ... يرون محاسني من سيئاتي

  يهيجون الغواةَ عليّ هيجاً ... وهم شر لديَّ من العِداة

  ولما نهض في العساكر الجمة قاصداً طبرستان ومعه الملوك في الجنود العظيمة الملك المكنى أبا جعفر وولده خسرشاه ومعناه الملك، وابن شاه المكنى أبا جعفر صاحب الموديان إلى غيرهم ممن يطول الكتاب بذكره أقبلت سلاطين الظلم على العوام والسواد وقالوا: أترون هذا العلم الأبيض الذي أقبل عليكم إنما يريد الظهور عليكم، ألستم ترتدون عن دينكم، فمن رمى منكم بحجر ختمنا له على الشموع بصيانته عن التورد عليه بالأذية.

  فجاشت بحار الجنود العباسية من كل جهة فوقعت بينهم حرب عظيمة ظهرت جنود الظالمين عليه وانهزم عسكره بعد بلاء عظيم، وثبت # وقد انهزم الناس كافة إلا الكيا وسير أسفار، فقال له النقيب: أيها الإمام انج بنفسك، فقد انهزم العسكر.

  فقال #: ما أنهزم وبين يدي ألف فارس من المسلمين، وكان كل واحد منهما يعد بخمسمائة فارس، فقال له الكيا ابن أبي الفضل: انج بنفسك، فقال: هذا سير أسفار يقاتل فلا يحل التولي، فلما ولى سير أسفار وقال: انج بنفسك وها نحن نصحبك.

  فقال #: لو كان عدو الله يقتلني ما كان أولى بالشهادة من هذا المكان، ولكن أخاف عدوّ الله قابوس سيء القدرة لا يقتلني ويسلك بي مسلك الانتقام والتعذيب. فقال: ورجوعك سالماً أصلح للإسلام وأشجى للظالمين فانصرفوا على حامية، فكان بذلك سلامة الجند إلا القليل.

  فلما انصرف على هذه الحال من طبرستان دعا عليهم فقحطوا قحطاً عظيماً حتى بلغ رطل الخبز عشرة دراهم ووقع الوباء عقيب القحط فمات خلق عظيم بشؤم البغي على إمام الحق، ولهم في الآخرة عذاب شديد.